نظرة عامة

لقاء مارس هو تجمع سنوي يضم الفنانين والعاملين في قطاع الفنون البصرية، والمؤسسات المعنية بإنتاج ونشر الفنون على الصعيد الدولي والإقليمي. يطرح اللقاء في دورته الخامسة موضوع الدعم، وإقامة الفنانين. سوف تتضمن المشاركات المحلية والإقليمية والدولية، العديد من المحاضرات والحورات التي تحاول استكشاف موضوعة التمويل والإقامة من خلال بعض المحاور والأسئلة مثل: ماهي التحديات والفرص أمام الفنانين والمؤسسات لتفعيل سبل التعاون في مجال الدعم والتمويل؟ كيف يمكن لبرامج الإقامة الفنية الدولية، أن تكون بمثابة وسيلة للتغيير الاجتماعي والثقافي؟ ماهو تأثير الإقامات الفنية والدعم أو التكليف الفني على المجتمع المحلي؟ ما مدى فعالية الإقامات من حيث خلق بيئات للفنانين للتجريب؟ ماهي النظم الاقتصادية لدعم الإقامات والتكليف الفني؟ حضور لقاء مارس متاح للجميع، وأولوية الحضور للطلبات التي تصلنا أولاً. لحجز مكانك يرجى تأكيد الحضور على: .(JavaScript must be enabled to view this email address)

كلمة الرئيس

كما هو الحال في الدورات السابقة، تأتي مقاربتنا لموضوعة لقاء مارس: العمل مع الفنانين والجمهور على الدعم والإقامة، استجابة لمتطلبات الواقع والقضايا المتعلقة بالفنانين والعاملين بقطاع الفنون والجمهور والمؤسسات في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا عموماً.

وقد تبلورت ثيمة اللقاء في هذه الدورة، من خلال التفكير بعلاقتنا مع الفنانين الذين عملنا ونعمل معهم، ومن خلال مراجعتنا لأبرز الفعاليات والمشاريع التي قمنا بتقديمها في العقد الأخير، فوجدنا بأنها هي ذاتها التي لعب فيها بينالي الشارقة أو مؤسسة الشارقة للفنون دوراً حيوياً من خلال برنامج الفنان المقيم أو من خلال تكليف الفنانين بإنتاج أعمال فنية جديدة.

وكما نحاول البحث من جهتنا عن طرق جديدة للتفاعل مع مجتمعنا المحلي، فإنّه من الجليّ أنّ الفنانين يمكنهم أيضاً لعب دور أساسي في تحقيق هذه الغاية، فخلال السنوات الماضية زار الشارقة مئات الفنانين، أحياناً كجزء من مشروع البينالي، وأحياناً أخرى كفنانين مقيمين، أو كمشاركين في ورشات عمل أو مشاريع تفاعلية مع المجتمع، فكانت العلاقات التي تم تطويرها من خلال هذه اللقاءات عاملاً أساسياً في تحديد الاتجاه الذي اتخذته مؤسسة الشارقة للفنون خلال السنوات القليلة الماضية.

من الواضح أن موضوع الإقامات أتى في وقته. وهذه ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها أفراد يعملون في مجال تطوير فرص الإقامة. الفعاليات الأخيرة التي ضمت أولئك الذين نظمتهم "آرت إن جينيرال"، و"آرت إيست"، و"دلفينا" نظرت إلى العديد من القضايا والاهتمامات المحيطة بتنظيم الإقامات وسلّطت الضوء على الحاجة إلى مزيد من النقاش والبحث. وفي داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، فإن السياق المحلي والإقليمي يقدم أولويات وقضايا محددة، نأمل أن نتناول بعضها في سياق لقاء مارس لهذا العام.

إن التكليف بإنتاج أعمال جديدة ودعمها هو جزء آخر مهمّ من برنامج مؤسسة الشارقة للفنون. كلاهما يندرج ضمن إطار البينالي والمشاريع التي تشمل مُنح برنامج الإنتاج ومشاريع المعارض والإقامات الفنية. إنه انعكاس للشخصية الناشئة للمشهد المؤسساتي في الشرق الأوسط وآسيا حيث كانت هناك فرص قليلة لتمويل الأعمال الجديدة. إنه تغيير ناشئ داخل دول الخليج والمنطقة، ليس فقط نتيجة لبرامجنا وإنما أيضاً من خلال الفرص التي تتيحها المتاحف في قطر، ومتحف جوغنهايم أبوظبي، والصندوق العربي للفنون والثقافة "آفاق" إلى جانب تلك التي يدعمها الأفراد والشركات.

وسنبحث خلال لقاء مارس في مواضيع الإقامات والتكليفات من خلال وجهات نظر متنوعة والنظر إليها ليس فقط من خلال كيفية تنظيم هذه البرامج وإنما أيضاً من خلال السؤال عن السبب الذي جعل هذين المجالين جزءاً مهماً في المشهد الثقافي لمنطقتنا. في الوقت نفسه فإننا نأمل أن نجد طرقاً جديدة للنظر في دور الفنان وإدراك أهمية فهم جمهورنا لهذه العملية ومشاركته فيها.

ولابدَ من الإشارة إلى أنه خلال عملية تنظيم هذه الفعالية كنّا غارقين بالرّدود على طلبات المشاركة، والتي كانت تصلنا من الأفراد والمؤسسات في مختلف أنحاء العالم. وبينما لم يكن بمقدورنا استيعاب جميع المتقدمين، إلاّ أننا حاولنا توفير منصة تضمّ مجموعة واسعة من العاملين في هذا المجال على جميع المستويات، ليس فقط أولئك الذين حققوا ريادة في مجالاتهم، إنما أيضاً بعض الفنانين الجدد والمؤسسات الفنية الأقل شهرة. إننا ممتنين أيضاً للاستجابة الحريصة من زملائنا في المنطقة والعالم ولإمكانيات مناقشة هذه المواضيع الهامة ومساعدتهم لنا للاستمرار بروح من التعاون والتبادل التي شكلت اتجاه لقاء مارس منذ أن بدأ قبل خمس سنوات.


حور القاسمي
رئيس مؤسسة الشارقة للفنون
مارس ٢٠١٢