تنظم مؤسسة الشارقة للفنون في الساعة الخامسة مساء يوم السبت المقبل، جولة ختامية لمعرض الفنانة الإيرانية الراحلة فريدة لاشاي. وهو من تقييم الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، وقد جرى استضافته في بيت السركال ضمن فعاليات أسبوع مارس الذي ضم العديد من الفعاليات والمعارض الفنية الأخرى إلى جانب لقاء مارس 2016، حيث يستمر معرضا "وقت خارج الزمن"، و"سيمون فتَال" حتى 12 يونيو المقبل.

وسوف تتيح هذه الجولة الاطلاع على تجربة الفنانة لاشاي ذات الأبعاد الجمالية والأنماط التعبيرية المتعددة.. حيث رصد هذا المعرض الاستعادي، تطور ممارسات الفنانة منذ أوائل الستينيات وحتى القرن الواحد والعشرين، والتي تنعكس على تطور أفكارها وأشكالها الفنية. وقد ضمّ رسومات زيتية ومنحوتات وأعمالاً تركيبية ولقطات رسوم متحركة ثابتة أُنتجت على مدار مسيرة فنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، بالإضافة إلى تشكيلة كبيرة من اللوحات على القماش والورق، ومنها: "سلسلة الرمان"، "سلسلة الأشجار" و"سلسلة مصدق". كما يضم المعرض أيضاً مزهريات لاشاي الكريستالية، والتي حُفر على بعضها رسومات دقيقة لأشجار السرو، حيث قامت بتصميمها وحفرها خلال فترة وجودها في استوديوهات ريدل في كوفشتاين، النمسا.

وغالباً ما تستند أعمال لاشاي إلى الرموز الفنية والأدبية والسينمائية، فيما تتشابك مع الظروف السياسية والاجتماعية في إيران. كما يمتد تأثير مسقط رأسها لسنوات طويلة في أعمالها، وكذلك انكشافها منذ سن مبكرة، على الشعور العميق بالظلم، والذي نستكشفه بطريقة ملموسة أكثر من خلال تشكيل رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً محمد مصدق في أعمالها الفنية وكتاباتها. وقد ركزت ممارساتها في السنوات الأخيرة على استكشاف تركيبات الرسومات والرسوم المتحركة، بغية استكشاف سطح وعمق وموضوعات تبدو مهمة في لحظتنا المعاصرة. وقد عرض عدد من هذه الأعمال في الشارقة، ومنها: "مدخل لأليس في بلاد العجائب"، الذي يُقدم "أرانبها الضعيفة" الشهيرة المستوحاة من وصف أخيها للناس أثناء عمليات قصف طهران في الحرب العراقية الإيرانية، و"عندما أحسب، لا يوجد سواك.. ولكن عندما أنظر، لا أجد سوى الظل"، والذي انطلق استناداً على سلسلة رسومات "كوارث الحرب" لفرانسيسكو غويا" (1810–1820).

وقد عرض عمل "طغيان الخريف، ليس بإمكان كل شجرة أن تتحمل" في ساحة بيت السركال، للمرة الأولى منذ عرضه في معرض "حدائق إيران: الحكمة القديمة، الرؤية الجديدة" في متحف طهران للفن المعاصر في (2004). وفي هذا العمل، تُستخدم الأسلاك المتشابكة لصنع أربعة أشكال أسطوانية، معلقة بداخلها لوحات صغيرة لأوراق شجر السرو مصنوعة من زجاج بلكسي. تشير "الأشجار" الأربعة إلى تصميم الحديقة الفارسية التقليدية - جنة دنيوية ممثلة كمساحة مسيجة محددة من قبل تيارين متقاطعين. شجر السرو، وهو رمز تاريخي لقدرة إيران على تحمل الغزوات المتكررة، جنباً إلى جنب مع النص المقلوب المصاحب، الذي يسلط الضوء على واقع هذا التحمل وما سيبقى منه.

لقد كانت فريدة لاشاي (1944 – 2013) فنّانة متعدّدة المجالات بحقّ، فقد عملتْ في مجال الرّسم، النحت، التركيب، والرّسوم المتحرّكة الثابتة. ركّزت ممارستها الأخيرة على اكتشاف تمازجٍ غير مألوف ما بين الرّسم والعروض المتحرّكة، وعملت عبر حدسها على استكشاف العمق الكامن خلف السطح، والسّرد الذي يشكّلُ ضرورة لوقتنا المعاصر ويلامس اهتمامات الجيل الجديد من الفنانين.

حول مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. ومنذ عام (2009)، تشكّلت المؤسسة على تاريخ التعاون والتبادل الثقافي الذي تزامن مع بينالي الشارقة منذ انطلاقته عام (1993). وتسعى مؤسسة الشارقة للفنون، من خلال العمل مع شركاء محليين ودوليين، إلى خلق فرص للفنانين وتفعيل الإنتاج الفني، من خلال المبادرات والبرامج الأساسية للمؤسسة التي تشمل بينالي الشارقة، لقاء مارس، برنامج الفنان المقيم، برنامج الإنتاج، المعارض، البحوث، الإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة، على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.

مؤسسة الشارقة للفنون
رجاء أمين
113 5444 6 971+
ragaa@sharjahart.org

لتحميل البيان الصحفي يرجى الضغط هنا