نظرة عامة

يواصل المعرض الاستعادي «حسن شريف: فنان العمل الواحد» جولته على الصعيد العالمي، حيث حطّ رحاله مؤخّراً في غاليري مالمو كونستال في السويد، بعد أن سبق الاحتفاء به في معهد كي دبليو للفن المعاصر في برلين. وقد عمدت مؤسسة الشارقة للفنون إلى تنظيم هذا المعرض الذي يقام في الفترة ما بين 19 سبتمبر/ أيلول و10 يناير/ كانون الأول 2021، بالتعاون مع غاليري مالمو كونستال، نظراً لقدرته على استقطاب أهم التجارب الفنية حول العالم.

ويأتي هذا المعرض الذي عمل على تقييمه كلٌّ من الشيخة حور القاسمي رئيس المؤسسة، وماتس ستيرنستيدت مدير مالمو كونستال، تتويجاً لنتاج حسن شريف الإبداعي، الذي شكّل علامة فارقة في المشهد الفني الإمارتي على امتداد مسيرته الفنية. وقد ضم المعرض 150 عملاً شملت مختلف أنماطه التعبيرية وصياغاته البصرية التي تنوعت ما بين اللوحات والأعمال التركيبة والأدائية، إلى جانب أعمال الكاريكاتير ورسوم القصص المصورة.

وفي هذا السياق قالت الشيخة حور القاسمي: «لعب حسن شريف دوراً محورياً في ترسيخ دعائم الفن المعاصر في الإمارات، ولا يزال صدى أعماله التجريبية بطابعها الاستشرافي يتردد حتى يومنا هذا، فقد كان لنا شرف العمل معه منذ بينالي الشارقة الأول في العام 1993، وشهدنا تأثيره المذهل على مر السنين»، وأضافت: «يسعدنا التعاون مع مؤسسة مرموقة مثل مالمو كونستال لعرض أعماله وممارسته الفنية لجمهور جديد حول العالم».

يرافق المعرض عدد من البرامج التعليمية العامة المستوحاة من أعمال شريف، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة باللغة العربية. كما تقدم غاليري مالمو كونستال للزوار جولات صوتية مصممة للكبار والأطفال باللغات السويدية والإنجليزية والعربية، وبرامج تعليمية تركز على أعمال المعرض وتعريف الشباب الذين تتراوح أعمالهم بين 15 و19 عاماً بأساسيات النقد والنشر الفني وطرق تصميم جولات المعارض رفقة المرشدين.

صدر بالتزامن مع جولة المعرض في أوروبا كتاب بعنوان «حسن شريف: فنان العمل الواحد»، من تحرير حور القاسمي، متمضناً نظرة معمّقة على منتج شريف الإبداعي وشغفه الدائم بالبحث والتجريب في أساليب وأشكال فنية مختلفة، والأهم من ذلك إسهاماته التي قدمها حول مفهوم الفن وفلسفة إنتاجه، كما يشمل الكتاب مواد أرشيفية من معارض وأحداث وحوارات ووجهات نظر معاصري شريف في الإمارات العربية المتحدة.

عن مالمو كونستال

يستقطب غاليري مالمو نخبة من الفنانين العالميين المعروفين إلى مالمو السويدية منذ 1975، منهم لويس بورجوا، وبيتر غرينواي، وسندي شيرمان، وإدوارد مونخ، وخوان ميرو، وإرنستو نيتو، وأولافور إلياسون وغيرهم.

ويعرض الأعمال الفنية المحلية والعالمية من كلاسيكيات الحداثة إلى الفنون التجريبية المعاصرة، ويستعرض مختلف الروائع على هوامش التوجهات الحالية سواء الفنية أو الاجتماعية.

تضمنت المعارض الأخيرة جوان جوناس، وداميان أورتيغا، وروزا بابرا، إلى جانب النجاح الكبير في استضافة الفنان الأميركي من أصول عراقية مايكل راكويتز الذي جذب معرضه «على العدو الخفي ألا ينوجد» ما يقارب 90 ألف زائر في غاليري مالمو.

يضم الغاليري إحدى أكبر مساحات عرض الفن المعاصر في السويد، ويعتبر بناؤه عملاً فنياً بحد ذاته صممه المعماري كلاس أنشيلم على شكل غرفة تتميز بالمرونة الفائقة والمساحة الواسعة والإضاءة الخلابة خولته الحصول على جوائز عالمية كثيرة. يقيم الغاليري أربعة معارض كبيرة ويقصده حوالي 180 ألف زائر سنوياً.