نظرة عامة

تنظم مؤسسة الشارقة للفنون برنامج موسيقى نهاية الأسبوع بالتعاون مع مجلة «معازف» الإلكترونية المتخصصة في الدراسات الموسيقية، ضمن فعاليات بينالي الشارقة 14، وذلك يومي 5 و6 أبريل/ نيسان القادم.

يضم البرنامج، مؤتمر «معازف حول الموسيقا العربية»، و«جدل صوتي III» (فعالية مخصصة للموسيقا التجريبية، تقدّم حوارية ما بين الموسيقا والسينما)، بالإضافة عروض موسيقية يقدمهما: الثنائي كاميليا جبران وويرنر هاسلر، و«تاغ موني»، و«مقاطعة»، ومُكتة- فين.
يجمع مؤتمر «معازف حول الموسيقا العربية»، أبرز الكتّاب والموسيقيين والنقاد للنظر في عدد من الأسئلة الملحة المتعلقة بالموسيقا العربية اليوم، منها: كيف يمكننا البدء في نقد الموسيقا التي لم تستفد من الخطاب النقدي الأصلي، وكيف يمكن تطوير هذا الخطاب، بالنظر إلى الهيمنة الحالية على وسائل التواصل الاجتماعي والنشر الرقمي؟ كيف يمكننا بناء معجم للمصطلحات الموسيقية العربية التي يمكن أن تتفاعل مع هذه الموسيقى وجمهورها؟ ما هو دور التاريخ الحديث في التحولات الأخيرة للموسيقا العربية؟ ما هي الحقائق والتحديات الحالية التي تواجه التجارب الموسيقية البديلة والمستقلة؟.

يحتضن اليوم الأول من البرنامج عدداً من العروض والجلسات الحوارية، حيث تقام جلسة بعنوان «عن تأسيس خطاب نقدي لموسيقات لم تُنقد سابقاً»، يشارك فيها: فادي العبدالله، كميليا جبران، مارك جرجس، أميرة حسناوي، ويديرها عمار منلا حسن.

تناقش هذه الجلسة غياب النقد الموسيقي العربي لفترة طويلة، وإمكانية التعامل مع الموسيقى العربية الكلاسيكية والطربية بناءاً على ما كان قد كتب قبل عدة عقود، والتعامل مع أصناف موسيقية مثل «البوب» و«الراب»، عبر تطويع وإعادة إنتاج بعض الأدوات النقدية التي تستخدمها الصحافة الموسيقية الغربية لمقاربة نسخنا من هذه الأصناف، كما تتطرق الجلسة إلى الأصناف الموسيقية في العالم العربي التي لم يتم تناولها نقدياً على الإطلاق، ولا تشبه أصنافاً أخرى سوى ذاتها، وتم تجاهلها حتى الآن لأسباب طبقية، أو بسبب فجوة النقد الموسيقي العربي عموماً، كما حدث مع ما يعرف بفن «المهرجانات» في مصر، والفن الشعبي الشامي، والبوب العراقي والمغاربي.

ويطرح المشاركون في الجلسة جملة من الأسئلة المتعلقة بالموضوع، مثل: كيف نستطيع الكتابة عن هذه الأصناف؟ ما مدى ضرورة البحث الممنهج في أصولها، وتشكلها، وعلاقتها بأصناف موسيقية قد تكون انبثقت عنها، أو تأثرت بها؟ ما مدى خطر تقريب هذه الأصناف إلى أصناف أخرى، خاصةً غربية، وكيف نشكل معاييرنا للحكم على عمل في هذا الصنف أو ذاك بناءً على المنظومة الجمالية والأسلوبية لكل صنف؟.

تليها جلسة بعنوان «في بناء معجم موسيقي عربي»، يشارك فيها: رامي أبادير، زينة حلبي، أميرة المصري، مازن السيد، حسن الحجيري، وتديرها أميرة المصري.
تناقش هذه الجلسة التحديات التي تواجه الكتّاب والعاملين في الموسيقى في استخدام المصطلحات الأجنبية وتبسيطها، وتحاول الوصول لصيغة معينة متفق عليها لترجمة المصطلحات، أو إعادة صياغتها، أو عدم المساس بها، عبر أمثلة عديدة متعلقة بآلات موسيقية، ومصطلحات تقنية خاصة بالأجهزة، وأنواع ومشاهد موسيقية مختلفة.
كما يتبادل المشاركون في الجلسة الخبرات والمشاكل التي تقابلهم في الكتابة والترجمة، ورؤيتهم للغة العربية، ومدى تكيّفها مع مصطلحات الموسيقى المعاصرة، بالإضافة إلى الحديث عن كيفية ترجمة الغرب للمصطلحات الغريبة عنهم، ويهدف النقاش أيضاً لإيجاد صيغة مُتفق عليها من أجل إنشاء قاموس خاص بالمصطلحات الموسيقية.

يلي الجلسة عرض فيلم «رحالة» للجين ركاض ضمن «جدل صوتي III»، يليه عرض موسيقي يقدمه «موني تاغ».
وفي اليوم الثاني تنعقد جلسة بعنوان «الانقطاع في الموسيقى الشرقية»، يشارك فيها: ياسر عبدالله، كاميليا جبران، مصطفى سعيد، ويديرها فادي العبدالله.
تناقش هذه الجلسة خضوع العالم العربي منذ الثلاثينيات وحتى أواخر السبعينيات من القرن الماضي، لنمط نقدي وإنتاجي شبه موحد في تمسكه بالأشكال الكلاسيكية، بسبب استمرار الهيمنة القوية للنجوم الكبار «الكلاسيكيين»، ولتقاليد، ومؤسسات راسخة في الإذاعة والسينما والصحافة.

أما الجلسة الثانية فتحمل عنوان «مساحات المشاهد البديلة»، يشارك فيها: ليث دمشقية، محمد صقلي، عاصم تاج، ويديرها رامي أبادير.
وتبحث الجلسة في نشوء عائق أساسي لاستمرارية المشاهد الموسيقية البديلة في ظل الظروف الاقتصادية والبيروقراطية والأمنية التي تعيشها المنطقة.
وتحمل ثالثة الجلسات عنوان «واقع صناعة الموسيقا في المشاهد البديلة والمستقلة»، يشارك فيها: عباس الحاج، سهيل قاسمي، محمود رفعت، مجدل نجم، رامي زيدان، وتديرها سارة المنياوي.

تستكشف هذه الجلسة الاستراتيجيات البديلة المختلفة التي يستخدمها الموسيقيون المستقلون كاعتمادهم على الأغاني المصورة لزيادة أرباحهم من يوتيوب، وأيضا على منصات مثل «ساوندكلاود» لتحويل شهرتهم إلى أرباح عبر الحفلات والتمويل الجمعي. كما بدأت شركات تسجيل مستقلة بالظهور، وبرزت أشكال مختلفة من الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو وكالات الترويج البديلة.

يلي الجلسة عرض موسيقي للثنائي كاميليا جبران وويرنر هاسلر.

عن معازف

مجلة موسيقية على الإنترنت متخصصة في نقد وتحليل الموسيقى العربية المعاصرة والكلاسيكية. منذ إطلاقها في عام 2012، سعت معازف إلى تطوير خطاب نقدي مستقل باللغة العربية وإنتاج محتوى مدروس وجريء وشامل.