نظرة عامة

أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن برنامج «لقاء مارس 2021» والذي يقام تحت عنوان «تجليات الحاضر» في الفترة من 21 إلى 23 مارس/ آذار 2021، متضمناً مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية الافتراضية، والفعاليات وعروض الأداء الحية التي تبحث أهم قضايا الفن المعاصر على مدار عشرة أيام.

يعاين لقاء مارس 2021 السنوات الثلاثين الماضية من بينالي الشارقة، من خلال استقطاب القيّمين والفنانين والمؤرخين والنقاد الفنيين المشاركين في دورات البينالي المتعاقبة، لمناقشة دوره كمحفز للحوار النقدي وتبادل الأفكار، واستعراض تطوره وابتعاده عن الأنماط التقليدية لتقييم الفن، والمضي نحو نماذج تتخطى الحدود الجغرافية على صعيد تقديم الفنون، واستقطاب الجمهور عبر الاستفادة من الفضاءات غير المؤسسية.

ويطرح اللقاء لهذا العام جملة من الموضوعات المتصلة بالفن والخيال المديني، والتقييم الفني في عصر الأزمات، والعلاقة بين دورات البينالي ومرحلة ما بعد الاستعمار، وكيفية تلقي بينالي الشارقة وتأثيره وأهميته في المشهد الفني الإقليمي والدولي المعاصر طوال الثلاثين سنة الماضية، حيث يتمركز السؤال الرئيسي للمشاركين حول إنتاج الأشكال الفنية المتنوعة لبينالي الشارقة والمساهمات التي تقدمها، وتنسيقها ونشرها في السياقات التعليمية والعروض المختلفة لتحقيق سرديات جديدة في تجربة الفن الحديث والمعاصر داخل المنطقة وخارجها.

ويتضمن برنامج اللقاء ثلاث جلسات تحت عنوان «الطاولة المستديرة» تستضيف نخبة من الفنانين والقيّمين والمنظّمين ممن لعبوا دوراً محورياً في تأسيس بينالي الشارقة، يتحاورون حول تجاربهم وخبراتهم ويدلون بآرائهم التاريخية والنقدية حول مفهوم البينالي، وتطوره منذ انطلاقته عام 1993 حتى الإعلان عن منهجيته الجديدة في عام 2003.

كما يضم جلستين بعنوان «بينالي الشارقة في سياق إقليمي» تركزان على بينالي الشارقة في سياق البيناليات في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وشكل البيناليات سواء فيما يتعلق بطابعها المحلي، أو علاقتها بالفن على الصعيد الدولي.

وحول شكل البينالي من حيث علاقته بحالة الأمة في عصر العولمة، فتستعرض جلسة «أمة البينالي» سبل تحويل البينالي إلى فضاءات لتصور الأمم ونقدها على السواء. وينظر المتحدثون بعين نقدية تجاه دورات البينالي كمساحة للدبلوماسية الثقافية الناعمة، ويخوضون في معاني هذا المصطلح من منطلق تحوّل البينالي إلى حيز لإبراز الصور الوطنية.
فيما تبحث جلسة «البيناليات وما بعد الاستعمار» في نظرية ما بعد الاستعمار ودورها في تفكيك مركزية عالم الفن في سياق ظهور بيناليات «الجنوب / العالم الثالث»، مثل: الشارقة، وهافانا، وداكار، وهي من الأمكنة التي أقيمت فيها البيناليات في حقبة ما بعد الحرب الباردة، وساهمت في مشروع إنهاء الاستعمار والتخلص من المركزية، حيث خرجت هذه البيناليات وغيرها من رحم التجارب التاريخية والسياسية، وانخرطت في التفكير النقدي المتأتي من وضع المركز في مواجهة الأطراف، وتفكيك مركزية الفن والإنتاج الفني عبر خوض غمار الأشكال النقدية المتشكّلة في فترة ما بعد الاستعمار، وتخيل عالم فني معاصر «متعدّد المسارات».

ويناقش المشاركون في جلسة «التقييم في عصر الأزمات» تجاربهم في تقييم البيناليات، وما يعنيه إنتاج الفن في ظل الأزمات السياسية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة في أرجاء العالم.

كما يشمل البرنامج مجموعة من المحاضرات والأبحاث النقدية التي يقدمها مفكرون وباحثون أكاديميون، يناقشون من خلالها قضايا مثل: العنف الممارس بشكل متزايد على النساء في جميع أنحاء العالم، والاعتداءات على اللاجئين والمهاجرين والسكان الأصليين والمجتمعات الملونة، وكيف يمكن للمنصات التي تجمع الفنانين والناشطين والباحثين أن تساهم في التفكير في هذه القضايا «التاريخية الحاضرة»، بالإضافة لطرح وجهات نظر علمية ونقدية وشخصية حول مسألة إنهاء الاستعمار في صناعة وتاريخ الفن والمتحف.


حول مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.