نظرة عامة

تطلق مؤسسة الشارقة للفنون يوم الخميس الموافق ١٠ أغسطس 2017 ثالث المشاريع المصاحبة لبينالي الشارقة 13 "تماوج"، وذلك في مدينة رام الله في فلسطين. يتناول المشروع ثيمة "الأرض" (أحد الكلمات المفتاحية لبينالي الشارقة 13) وتشرف عليه القيّمة لارا خالدي والمحاورة لمشاريع بينالي الشارقة. هذا وستتواصل هذه الفعاليات على مدار خمسة أيام في مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله وعدة مواقع أخرى، على أن يتم خلالها إقامة سمبوزيوم يتضمن مجموعة من عروض الأداء وعدة جلسات نقاشية وإطلاق ٨ إصدارات بتكليف من بينالي الشارقة ١٣، تركّز جميعاً على ثيمة "الأرض".

أجريت خلال مرحلة الإعداد لمشروع رام الله أبحاث مطوّلة في محاولة لمناقشة أبعاد ثيمة "الأرض" في تتبع لعناصر أساسية في المدينة مثل: الأنفاق، والبنى التحتية، والمقابر التي اعتُبرت جميعها بمثابة مواقع وشبكات وممارسات لها أن تشكّل وسائط لسياسات التحرر. ويركز المشروع على معاينة العلاقات المحتملة بين البنى التحتية المتعلقة بالشعر، والحكايات الشعبية، والشائعات، والخرافات الحضرية، فضلاً عن أشكال أخرى من التأليف الشعري الجماعي، والبنية التحتية المادية في فلسطين، وتأثير تلك العناصر على بعضها البعض، ولتتصدر مواقع مختلفة محور البحث مثل المقابر والمواقع المهدمة والأنفاق والبنى التحتية القائمة كموقع للأرشيفات السرية والتي تم تداولها باعتبارها نظاماً معرفياً، كما تم تفعيل مفهوم التأليف الجماعي بوصفه أداة للإنتاج المعرفي/ البنية التحتية.

تجري مقاربة "الأنفاق" خلال هذا المشروع كموقع شعري مليء بالاحتمالات، حيث تتوارى الأغراض المدفونة والحطام والأسرار الهامدة، في حين تتلامح قصصها وتؤثر على توقعات أصحابها والنظم القمعية، وتستحضر سرداً تحررياً. وقد أُثير هذا المشروع البحثي جزئياً ضمن المناقشات الأخيرة التي جرت في فلسطين حول بناء المتاحف والأرشيفات، كونها تعد بنية تحتية لدولة قومية، في حين أن النضال مستمر في الوقت نفسه، مما يجعل هذه الأشكال التمثيلية غير صالحة للاستخدام.

سمبوزيوم رام الله

ينقسم السمبوزيوم الذي سيقام ضمن مشروع بينالي الشارقة ١٣ في رام الله إلى قسمين حيث يتناول القسم الأول موضوع البنية التحتية والقراءة المادية، بينما يركز القسم الثاني على الأعمال الفنية المفقودة والمدفونة، أومخططات المتاحف والأرشيفات. هذا وتتضمن فعاليات اليوم الأول الموافق ١٠ أغسطس 2017 عرض تسجيل صوتي بعنوان "مشاهدة الطيور" للفنان لورنس أبوحمدان حول التحقيقات الصوتية في سجن صيدنايا في سورية. إلى جانب احتفالية بإصدار ٨ كتب لكل من روان أبو رحمة، وباسل عباس، وماريا تيريزا ألفيز، وبويادجيان بنجي، وإيناس حلبي، وسمير حرب، وميمي كابيل، ويارا سقف الحيط، و"مجموعة سبفييرسف فيلم"، والمتحف الفلسطيني لتاريخ الطبيعة والإنسان.

يشارك في هذا السمبوزيوم عدد كبير من الفنانين والأكاديميين والكتّاب، وتتناول أولى جلساته "البنية التحتية للتخزين: مواقع الدفن" (11 أغسطس) ، مختلف الأمكنة التي تتم فيها عملية الدفن ضمن المشهد الفلسطيني، والتي لا تقتصر على المقابر فحسب بل تشمل أيضاً مساحات التخزين مثل مقابر القمامة، ومقابر النفايات الكيميائية، والمجارير، والمقابر الفارغة المعدة للموتى، ومواقع التحرير وليتناوب على تقديم أوراق بحثية بهذا الخصوص كل من سهاد ظاهر ناشف، وعبد الرحيم الشيخ، وصوفيا شاماتوبولو – روبنز، وإيناس حلبي، ويارا سقف الحيط، وذلك بإشراف مدير الجلسة رامي سلامة.

ويستهل اليوم الثالث (12 أغسطس) فعاليته بأمسية شاملة تتضمن عروض أداء وجلسات نقاشية تتناول ثيمة "الأرض" كوسيط ورمز لاحتمالات عدة، يشارك في هذه الجلسة كل من كيلير إيسترلينغ، وفيليبا سيزر، وبينجي بويادجيان، تحت إشراف لانا جودة. كما تشمل عروض الأداء المُقدمة عرض "من الظلال" للفنانة إيميل عبود المستوحى من قصص ينابيع المياه في الروايات الشعبية الفلسطينية وقصص واقعية من الحياة المعاصرة، وعروض أخرى تناقش عنصر التربة كمادة مسيّسة في السياقات الاستعمارية.

ويقدم رابع أيام السمبوزيوم (13 أغسطس) المزيد من الجلسات النقاشية وعروض الأداء التي تناقش عدة عناوين كالأرشيفات والمقتنيات المدفونة، والأعمال الفنية المفقودة، والمقتنيات التي عاودت الظهور من جديد، والشائعات التي تدور حول عدة متاحف، والمخططات التاريخية للمتاحف البديلة، ومناقشة حالات المتاحف ذات السياق الاستعماري وإمكانية تحريرها. تضم فعاليات هذا اليوم محاضرة أدائية لنور أبوعرفة، وجلسة نقاشية يشارك فيها: ناصر سومي، وكريستين خوري، ورشا سلطي، وسمير حرب، ومجموعة فيلم سبفيرسف. إلى جانب عدة محاضرات يشارك فيها الفنان خالد حوراني، ورنا عناني، وكيارا ديتشيزاري، ودورين ميندي، وعدنية شبلي، ولارا خالدي.

يختتم السمبوزيوم يوم 14 أغسطس بعرض "الثورة المبكسلة" في مسرح البلدية، وهو عرض أداء لربيع مروة، إلى جانب فعالية القصص التي سيتم خلالها نسج قراءة قصصية تتعلق بالموضوعات التي تمت مناقشتها في الجلسات السابقة، وذلك بمشاركة سحر قواسمي، وداليا طه، وهيثم ورداني، وعلي حبيب الله.

إصدارات الكتب

تدرس الإصدارات عنصر البنية التحتية والآثار السياسية المترتبة عليه مثل مشروع كتاب بينجي بويادجيان البحثي حول القنوات المائية القديمة في القدس وفترة تحديثها في منتصف القرن التاسع عشر. بينما يقوم الكاتب والفنان سمير حرب والفنانة ميمي كابيل عبر كتابهما في تتبع تاريخ البنية التحتية للمناصب السلطوية، أو مقر السلطة الفلسطينية وتاريخ المبنى منذ فترة الانتداب البريطاني ودراسة التغييرات التي طرأت عليه عن كثب، وخاصة خلال فترات الانتقال من نظام حكم إلى آخر. بينما تقدم الفنانة إيناس حلبي في إصدارها نظرة عامة على التاريخ والأرشيفات المخفية، مستقصية في بحثها موضوعات متعلقة بالنفايات الكيماوية والإشعاعات في جنوب الضفة الغربية، هذا بالإضافة إلى اشتغال كل من روان أبو رحمة وباسل عباس مع فريق التحرير الخاص بهما لإعادة كتابة وإدراج شخصية فلسطينية ثورية برزت منذ عشرينيات القرن الماضي.

وتقدّم مجموعة "سبفيرسف فيلم" (ريم شلة ومهند يعقوب) في إصدارها منهجا تعليمياً لكيفية التصوير بعدسة 15 مم تم إعداده مسبقاً ولم ينشر قط من قبل صانع الأفلام المخضرم هاني جوهرية الذي كان واحداً من بين ثلاثة أسسوا "وحدة السينما والتصوير" في منظمة التحرير الفلسطينية، فضلاً عن علاقة المنهج بصناعة الأفلام في الوقت الحاضر. وتستعرض "يارا سقف الحيط" من خلال إصدارها العلاقة بين مجاري الصرف الصحي المبنية حديثاً حول البحر الميت وتاريخ مشاريع البنى التحتية غير المنجزة في المنطقة، بغية الإضاءة على الرابط بين أنظمة التنبؤ وما يتم تنفيذه على أرض الواقع. هذا وسيصدر أيضاً كتيب عن المتحف الفلسطيني لتاريخ الطبيعة والإنسان ومقتنياته، كما ستقدّم ماريا تريزا ألفيز في إصدارها محتوى مبني على ورشة عمل أشرفت عليها في السابق مع الجغرافي عمر تيسديل تم خلالها دعوة طلاب أكاديمية الفنون الدولية في رام الله وطلاب الجغرافيا لتحديد قطعة أرض والمشاركة في بحث تفصيلي حولها، ثم طُلب منهم لاحقاً اختيار موضوع أو مادة من اهتماماتهم الشخصية والمشاركة بها في الإصدار بصحبة مواد بصرية الأخرى.

يعد مشروع رام الله أحد المشاريع الكبرى التي تقام ضمن برنامج بينالي الشارقة 13 "تماوج" الذي تشرف عليه القيّمة كريستين طعمة المدير العام للجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية (أشكال ألوان). ويضم البينالي الذي يمتد على مدار عام كامل (أكتوبر 2016 – أكتوبر 2017) العديد من المعارض الفنية وبرنامج عام مقسّم إلى فصلين في كل من الشارقة وبيروت، وأربع مشاريع مصاحبة تقام في في داكار، ورام الله، واسطنبول، وبيروت، وبرنامج تعليمي لمدة عام يقام في إمارة الشارقة، بالإضافة إلى منصة النشر الرقمية "شبشب" وهي مكتبة رقمية تحتوي على مواد بحثية تم تجميعها وتقييمها من قبل أربعة محاورين خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك منصة تحريرية رقمية تحت عنوان " تماوج" تتضمن كل المواد والكتابات والمقالات التي أنتجت أثناء البينالي.

لتحميل البيان الصحفي يرجى الضغط هنا.