نظرة عامة

تطلق مؤسسة الشارقة للفنون الدورة الرابعة عشر من بينالي الشارقة تحت عنوان "خارج السياق"، والتي تتشكل من ثلاثة معارض رئيسية هي: "رحلة تتخطى المسار"، و"صياغات لزمن جديد"، و"ابحث عني فيما تراه"، والتي جرى تقييمها من قبل زوي بُت، وعمر خُليف، وكلير تانكونس. تقام هذه الدورة بمشاركة ما يزيد عن 80 فناناً محترفاً وناشئاً، وأكثر من 60 تكليفاً، إلى جانب العديد من الأعمال التي لم تعرض من قبل.

تستكشف الدورة المقبلة المزمع افتتاحها بتاريخ 7 مارس 2019، إمكانات وأهداف صنع الفن في ظل الصعوبات التي يفرضها الواقع والمتمثلة في التحكم بالأخبار المتداولة، واستحالة التاريخ إلى محض خيال، والتشتت الدائم لأفكار "المجتمع"، وخضوع الحدود والمعتقدات لإعادة تفاوض مستمر، في حين تتعرض ثقافتنا المادية لتهديد دائم من الدمار البشري وتدهور المناخ.



وحول مفهوم بينالي الشارقة 14 "خارج السياق"، قالت حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: "يقارب بينالي الشارقة في دروته الحالية السياقات الفكرية السائدة التي تهمين على حياتنا الراهنة وتحدد مساراتها المختلفة، ويرصد علاقتها مع التعبيرات الإبداعية المعاصرة في محاولتها الجمالية والفلسفية للخروج عن الأنماط المكرسة" وأضافت القاسمي: "إن اقتراحات القيمين التي جمعت بين تصورات كلِّ من عمر خليف وزوي بُت وكلير تانكونس، جاءت ضمن نسيج متكامل بحيث يتيح معاينة أهم الموضوعات التي تصدى لها البينالي، كما يأتي لقاء مارس لتعميق هذه الحوارات وسبر الأعمال المشاركة بغية تكوين صورة أكثر اتساعاً وشمولية"

عمل قيّمو النسخة الرابعة عشرة زوي بُت، وعمر خُليف، وكلير تانكونس على وضع تصور مشترك لهذه الدورة، عبر تقييم ثلاثة معارض تضم مجموعة من التجارب والأعمال التي تشمل تكليفات ضخمة، وأعمالاً تركيبية كبيرة الحجم، وعروض أداء وأفلام، يهدفون من خلالها إلى مناقشة سلسلة من الاستفزازات حول كيفية إعادة التفاوض على شكل وصيغة الافتراق عن "السياقات المكرسة" في الحياة المعاصرة.

وفي استجابة لموضوع "خارج السياق"، يطمح معرض "رحلة تتخطى المسار" الذي تقيّمه زوي بُت إلى تقديم سياق أعمق لحركة الإنسانية والأدوات التي دعمت أو أعاقت بقاءها، من الطقوس الروحية إلى الأعراف الثقافية، ومن المسار التكنولوجي إلى حكم القانون. كل هذه الممارسات توظف أشياء وأفعالاً تتحرك باستمرار في أنماط طوعية وغير طوعية من الاكتشاف والغزو والشهادة والنفي عبر البر والبحر. يستكشف الفنانون في هذا المعرض تأثير الأجيال على مجموعة من "الأدوات" الجسدية والنفسية، التي تغيّرت معانيها وتمثيلاتها نتيجة للاستغلال الاستعماري والصراع الديني أو التطرف الإيديولوجي.

كما يقدّم المعرض تكليفات جديدة لمجموعة من الفنانين هم: خادم علي، وكاوايان دي غويا، وميرو كويزومي، وجومبت كوسويدانانتو، ونيو مويانغا، وتوان أندرو نغوين، وفان ثو نغوين، وهو تزو نيين، وليزا ريحانة، وأمباني ساتوه، وتي. شاناتانان، وكيدلات تاهيميك، وكيو زهيجي، بالإضافة إلى أعمال أنتاريكسا، وشيراز بايجو، وأدريانا بوستوس، وروهيني ديفشير، غودسكول، وليولي إشراغي، وأناوانا هالوبا، وروزليشام إسماعيل (إيسي)، وناليني مالاني، ولي مينغوي، وأحمد فؤاد عثمان، ومارك سالفاتوس، وشو تشن، ولانتين تشي، ومتحف القرن الحادي والثلاثين للروح المعاصرة.

بينما يشكّل معرض "صياغات لزمن جديد" الذي عمل القيّم عمر خليف على تنظيمه استفزازاً لكيفية إعادة تصور الثقافة المادية من خلال عدسة مجموعة من الفنانين الذين يشجعنا تأثيرهم السياسي، وأنشطتهم، وملاحظاتهم الذكية على تجاوز المفاهيم المكرسّة. يعاين المعرض كيفية تشكّل الاقتصاديات حول الثقافة التكنولوجية، وإنشاء السرد وتفكيكه، والآلية التي تمكّن هذه القوى من إعادة تشكيل، أو في الواقع استعادة التاريخ المفقود، أو حتى المجهول. إن الانسياق للهيمنة والهياكل الراسخة للسلطة والخروج منها؛ هنا، يتشابك فيه الجانب الحسي والجسدي، ويصبح من الرواسب الأثرية في مشهد الشارقة، ويحث المشاهدين للنظر في تواطئهم في عالم يهرب من أيدينا إلى الأبد.

سيقدّم هذا المعرض تكليفات جديدة لمجموعة من الفنانين هم: لورانس أبو حمدان، وكوري أركانجيل، ومروة أرسانيوس، وأليساندرو بالتيو يزبك، وكانديس بريتز، وإيان تشينغ، وشيزاد داوود، وستان دوغلاس، وألفريدو جعار، وآن فيرونيكا جانسينز، وأوتوبونغ نككانغا مع إيميكا أوغبوه، وبرونو باتشيكو، وهيذر فيليبسون، وجون رافمان، وباميلا روزنكرانز، وهرير سركيسيان، وكيمانغ وا ليهولير، ومنعم واصف، وأكرم زعتري، بالإضافة إلى أعمال لسميحة بيركزوي، وهوغويت كالاند، ولبينة حميد، وباربارا كاستن، وأستريد كلاين، ومروان، ومايكل راكوفيتز، وأنور جلال شيمزة.
أما معرض "ابحث عني فيما تراه" للقيّمة كلير تانكونس فهو عبارة عن منصة مفتوحة للصور المهاجرة والأشكال الهاربة التي تتعلق بالتخلص التملكي والاستردادي من التشتت كظاهرة يتعذر تجاوزها في الوقت المعاصر .ويتكون هذا المعرض من عدة نقاط مستقاة من المقاييس العديدة في الشارقة كمدينة، وإمارة، وشبه جزيرة، بالتالي فإنه يمتد إلى الخطوط الإيكولوجية-الكونية، والحسية التقنية، والخيالية-المتحفية في استجابة إلى الرقمنة والنزوح الإنساني والمادي، وليشهد بذلك على تعرض الحياة المعاصرة للخطر في الفضاء المتداخل بين "أنا" و"أنت".

وتشمل أبرز الفعاليات المصاحبة للمعرض جلسات حوارية بمشاركة حنا بلاك، وايماني براون، وجيس كلايتون، وأدريان إدواردز، وألكسندر كازروني، وسوشيترا ماتتاي، وفيليب رايم، وفيرفاين سارو، بالإضافة إلى جلسة حوارية في كلباء بمشاركة الدكتورة عائشه بيلخير، ويارمار بونيلا، ومايكل ماردر، وفابيان فيليغاس (8 مارس).

ستتكون هذه المنصة بشكل أساسي من تكليفات جديدة، وسيتم الإعلان عن المزيد من الفنانين في وقت لاحق. ومن بين الفنانين المشاركين: جينيفر ألورا، وغيليرمو كالزاديلا، وكالين عون، وليو أسيمووتا، وألين بايانا، وإيبا فرانسين والدهور، ومحمد بورويسة، وكريستوفر كوزير، وآني دورسين، وتوركويس دايسون، وعلاء إدريس، وعليا فريد، وبيتر فريدي، وميشاك غابا، ونيكولاوس غانستيرر، وإيسا جوكسون، وإيزابيل لويس، كولين هاكلاندر، وماثيو لوتز كينوي، ولورا ليما، وأولريك لوبيز، وكارلوس مارتييل، وسوشيترا ماتاي، ومهاو موديساكنغ، ونيو أورليانز إيرليفت، وتريسي روز، ووائل شوقي، وويو تسانغ وسيسيليا تريب.

تعرض الأعمال المشاركة في النسخة الرابعة عشر من بينالي الشارقة ستعرض في مباني وساحات المنطقتين الفنية والتراثية، بالإضافة إلى استوديوهات مؤسسة الشارقة للفنون في الحمرية، ومدينة كلباء، وأماكن أخرى في إمارة الشارقة.

لقاء مارس 2019

وفي سياق متصل يشرف كل من بُت وخُليف وتانكونس على ثلاثة مقاربات برامجية للقاء مارس 2019 الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون في الفترة من 9 إلى 11 مارس 2019، حيث سيعمل كل قيّم على تنظيم يوم واحد من الجلسات الحوارية، والعروض الأدائية، وتفعيلات تتماشى مع الأفكار المطروحة في معرض كل منهم خلال بينالي الشارقة. ويعد لقاء مارس أحد البرامج السنوية التي تقدمها المؤسسة وهو اجتماع سنوي يضم الفنانين المحليين والدوليين، والقيّمين، والباحثين، وغيرهم من ممارسي الفنون الذين يستكشفون القضايا الراهنة للفن المعاصر من خلال برنامج للحوارات والعروض الأدائية.

يقدم لقاء مارس في أول أيامه مقاربة للأفكار المطروحة في معرض "ابحث عني فيما تراه" للقيّمة كلير تانكونس عبر برنامج لعروض الأداء والأفلام والجلسات الحوارية التي تستكشف المناظر الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خليج عمان في الشرق إلى الخليج العربي في الغرب، حيث يقام البرنامج في إمارتي الشارقة وأم القيوين، ومدينة كلباء، وهو عبارة عن رحلة تعيد تعقّب واستقراء حراك الشتات والتدفقات المتضاربة والاستخدامات التنقيبية للموارد البشرية والطبيعية المنتشرة عبر المحيط الأطلسي والهندي، وبموجب ذلك يتم وضع نماذج الحداثة تحت المجهر.

بينما يستعرض برنامج اليوم الثاني الأفكار التي تناولها معرض "رحلة تتخطى المسار" للقيّمة زوي بُت، مناقشاً مجموعة من الأسئلة التي تشكل جزءاً من عملية تاريخية لا تنتهي، مع تحول تدفق المعرفة وفقاً للمستخدم أو المراقب. يتضمن البرنامج جلسات حوارية، وقراءات (سلسلة من العروض/القراءات المتتالية) التي تعالج جميعها موضوعاً مشابهاً، ولكن من وجهات نظر ومناطق جغرافية مختلفة. عند البحث عن دراما المسرح، يتشارك المتحدثون الضيوف في تأملات نقدية (بالاستناد إلى إضاءة محددة، وصور وأصوات ملحوظة بعناية)، ويستحضرون "مسرح الفن" كمساحة حاسمة حيث يمكن إشراك الذكاء المقارن حول الصراع والمكائد.

استمراراً في استكشاف القضايا المعروضة في "رحلة تتخطى المسار"، أشركت القيّمة زوي بُت في تنظيم لقاء مارس 2019 القيّم المستقل لي وينغ تشوي. تشمل أبرز الأحداث الجلسات التي يعقدها: أنيس شوشان، وليزا ريحانة، ونيو مويانغا، وشوبيجي راو، وخادم علي، وميرو كويزومي، وليلي إشراغي وهو تزو نيان وتوان أندرو نغوين، بالإضافة إلى عروض فاضل موسوي، وسيرين أوسمان موباكي نوريني سيك، وكيدلات تاهيميك.

يطرح آخر أيام لقاء مارس 2019 سؤال "ماذا يعني أبدع بخطورة؟" ، إشارة إلى عنوان محاضرة ألقاها ألبير كامو عام 1957، مناقشاً القضايا المطروحة ضمن معرض "صياغات لزمن جديد" للقيّم عمر خُليف. يقدم برنامج اليوم الأخير تجميعاً للأفكار والنماذج التي تدرس كيفية إنتاج الفن عندما ينظر إلى المرء باستمرار كمهاجر من دون اكتراث بالمكان الذي يجول فيه أو يعيش فيه. كيف يمكن لمن يعيشون في المنفى خلق ممارسات تبني المجتمع، أو خطاب حول الفن؟ كيف يمكن تمكين أشكال جديدة من التأثير الموجود ضد التحيّزات التاريخية التي تركت تأثيراً على حياة الفنانين من أصحاب الهويات والجمعيات المهمشة؟ كيف يمكن تخيل مساحة مقترحة للمستقبل؟

يشارك في الجلسات الحوارية لبرنامج "صياغات لزمن جديد" كلّ من المتحدثين: فاطمة القاسمي، دوغلاس كوبلان ، كوراي دومان، طارق العريس، ياسمين الرشيدي، ريم فضة، هانا فيلدمان، كويو كووه، أرام موشايدي، أوتوبونغ نككانغا، سارة بيركس، تود ريسز، صوفيا فيكتورينو، وأكرم الزعتري، فضلاً عن العروض التي كتبها بيت "ميك دي بي أي" ونيو مويانغا.

ويجدر بالذكر أن الدورة الرابعة عشر من بينالي الشارقة جاءت بدعم من فان كليف آند آربلز (الراعي الذهبي)، وشركة نفط الهلال (الراعي الفضي). كما قدم الدعم العيني من قبل بلدية الشارقة، هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة، هيئة كهرباء ومياه الشارقة، شركة بيئة واقتصادية دبي.