نظرة عامة

تفتتح مؤسسة الشارقة للفنون اليوم (الجمعة الموافق 16/3/2018) خمسة معارض فنية هامة تضيء على أبرز التجارب الفنية على المستوى الإقليمي والدولي، وتعاين من خلالها تجليات الفن المعاصر ومقترحاته الجمالية المستجدة على صعيد اللوحة والمنحوتة والوسائط المتعددة، ومقارباته للمفاهيم التاريخية والجغرافية والسياسية. وتأتي هذه المعارض ضمن برنامج ربيع 2018 وهي لكل من الفنانين محمد أحمد إبراهيم، وزينب سديرة، ولطيف العاني، وآنا بوغيغيان، إضافة لمعرض "تدابير مجدية:أعمال من مقتنيات المؤسسة".

كما تطلق المؤسسة غداً الدورة الحادية من لقاء مارس السنوي، بعنوان: "لقاء مارس 2018: تدابير مجدية"، بمشاركة أكثر من 30 متحدثاً، بحيث يستمر على مدار ثلاثة أيام متضمناً جلسات حوارية وعروض أداء متنوعة.

يتناول معرض "زينب سديرة: شؤون جوية.. هراء بحري" العديد من المفاهيم التي اشتغلت عليها الفنانة منذ أكثر من 17 عاماً مثل مفهوم الأسرة، والتقاليد، والتاريخ الشفوي، والهجرة، ولهذا أن يتجسد في الفيديو ثلاثي الأبعاد "اللغة الأم" الذي تسعى من خلاله إلى إيجاد لغة مشتركة يتم من خلالها نقل المعلومات والخبرات عبر الزمان والمكان، إضافة للعمل الفني الفوتوغرافي "حارسات الصور" والذي يدور حول أحاديث سديرة مع صفية كواسي، وهي أرملة المصور المعروف محمد كواسي الذي كرس حياته لتوثيق الثورة الجزائرية واستقلال البلاد عام 1962 وما تلا ذلك. كما يقدّم معرضها فيلماً بعنوان "شؤون جوية" تعيد سديرة فيه رسم المسار التاريخي للخطوط الجوية الإمبريالية البريطانية وإنتاج رحلة مصورة باستخدام وثائقيات رحلتها، متضمناً الصور الفوتوغرافية والملاحظات والخرائط والمواد الأرشيفية الأخرى التي تم جمعها من متحف مطار كرويدون في لندن ومتحف المحطة في الشارقة.

بينما يرصد معرض "لطيف العاني: عبر العدسة (1979-1953)" تطور حياته وعمله منذ فترة الخمسينيات وحتى السبعينيات، ويقدم مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها في العراق، شملت موضوعات واسعة بدءاً من صور الأصدقاء والعائلة، وصولاً إلى المناظر الطبيعية، والطبيعة الصامتة، والآثار القديمة، والهندسة المعمارية. كما وثّق المعرض الذي قيّمته الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، انطباعاته عن الأماكن التي زارها خلال رحلاته إلى ألمانيا والولايات المتحدة.

ويستضيف بيت السركال التراثي أعمال الفنانة آنّا بوغيغيان في استعادة كبرى لنتاجها الإبداعي البارز، عبر مسيرة فنية تمتد لأكثر من أربعة عقود. حيث يضم المعرض ستة من المكونات الرئيسية لأعمال بوغيغيان، بما فيها أعمالها التركيبية ذات الوسائط المتعددة، وسلسلة رسومات، ومجموعة كبيرة من الكراسات المصورة، وإعادة تركيب لاستوديو الفنانة الكائن في القاهرة. وقد استلهمت بوغيغيان الكثير من أعمالها خلال تجوالها عبر القارات، حيث استمدت بعض لوحاتها من جولات القطار بين الهند ونيبال، وثمة كراسات صاغتها أثناء إقامتها في كندا ومصر. بالإضافة إلى سلسلة من الرسوم الأخرى التي استلهمتها الفنانة من حياة وأسفار الشخصيات التاريخية البارزة، من الشعراء والمثقفين أمثال قسطنطين كفافيس، وأحمد شوقي، وفريدريك نيتشه. وقد قُيّم المعرض من قبل الشيخة حور بنت سلطان القاسمي وكارولين – باكارغيف.

كما تقدّم المؤسسة في معرض "محمد أحمد إبراهيم: عناصر" الذي يقام في رواق 3 في ساحة المريجة أعمال الفنان الإماراتي التي نفذها على مدى ثلاثة عقود. ويشمل هذا المسح الواسع اللوحات، والرسومات، والمنحوتات، والأعمال التركيبية. ويتضمن المعرض تنويعات إبراهيم الفنية، ويتتبع القضايا الجمالية والمفاهيمية المتداخلة مع ممارسته الفنية، مثل استخدامه التكرار والتبادل ومشاغله المتعلقة بملمّات الطبيعة وزوالها جراء التنمية الحضرية، وليتجلى ذلك في مختلف مشاريعه الفنية الأرضية والأدوات التي ينتجها، ويقدم هذا المعرض كذلك رؤية في تفاعلات إبراهيم مع الرموز البدائية وعلاقته المديدة مع بيئة مدينة خورفكان.

وقد تضمنت فعاليات الافتتاح عرض أداء قرائي بعنوان "إشكال لغوي" للفنانة كلوديا بيجز بالتعاون مع الموسيقار أليكس كلافيرا والمؤديان أمين مطوّع ونويلا كوفيلو، والذي انقسم إلى ثلاثة فصول ركزت على اللغة وعنصر التشارك الجماعي.

وفي سياق متصل تقدم مؤسسة الشارقة للفنون معرض من مقتنياتها بعنوان "تدابير مجدية" بتقييم ريم شديد نائب رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والذي يهدف إلى التوسع في الأفكار الرئيسية التي يقدمها برنامج "لقاء مارس 2018" الذي يحمل الاسم نفسه، ويقدم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية لكلٍّ من: جون أكومفرا وبسمة الشريف وشريف واكد وهليل التندير وبحر بهباني وسيمون فتال وحازم حرب وغولنارا كاسماليفا وموراتبيك دجوماليف ومها مأمون وألماغول منليباييفا ونعيم مهيمن، ومجدي مصطفى ورائدة سعادة وعبد الحي مسلم زرارة. وستثري هذه الأعمال المحادثات التي ستجرى في لقاء مارس بشأن قضايا "المقاومة" والتنظيم والشكل وتوسيع الحوار والتفاعل لما يتجاوز أيام اللقاءات الثلاثة.

عن مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل "بينالي الشارقة" و"لقاء مارس"، وبرنامج "الفنان المقيم"، و"البرنامج التعليمي"، و"برنامج الإنتاج" والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.

لتحميل البيان الصحفي يرجى الضغط هنا.