Artwork Details

  • Date 2008
  • Medium صور فوتوغرافية
  • Dimensions 78.5* 98.5 سم
  • Edition 1/5
روشيه كاريه Image

نظرة عامة

بالقرب من حيّ باب الواد، هناك شاطئ في الجزائر، يلقّبه الشباب باسم "روشيه كاريه"، شيّدته إدارة الرئيس الجزائري هواري بومدين، ويبدو كشاطئ لتكسير الأمواج مصنوع من مكعّبات إسمنتيّة ضخمة تواجه البحر وتصل جوانبها إلى ارتفاع 3 أو 4 أمتار. حتّى السادسة عشر من عمري، كنت أمضي عطلي الصيفيّة في باب الواد، أحد الأحياء الفقيرة في الجزائر، التي يذهب إليها الشباب للتسكّع والتدخين والصيد وفي بعض الأحيان لعرض أجسادهم للبيع. والأهم من ذلك، أنّهم كانوا يمضون الساعات جالسين على المكعّبات الإسمنتيّة وهم يراقبون الشاطئ، كمنوّمين مغناطيسيّاً بتأثير حركة القوارب المستمرّة ذهاباً وإياباً بين الجزائر وأوروبا.

هذا الشاطئ هو الحدود الأخيرة التي تفصل بينهم وبين هذه القارّة، والأهم من ذلك أنها تفصل بينهم وبين أحلامهم بحياة أفضل. يسجنهم هذا البناء الضخم والغريب في واقعهم القاسي، كما في حال البانليو الفرنسيّة (البلدات العشوائيّة) التي ينتهي بها مطاف العديد من المهاجرين. مع مرور الوقت، أجد الأمر ساخراً بأنّي كبرت وسط تلك المباني الإسمنتيّة في بانليو الباريسيّة، وأنّي غالباً ما كنت أقضي عطلي الصيفيّة ألعب على مكعّبات الشاطئ المصنوعة بدورها من الإسمنت.

تبدو عمارة هذا الشاطئ وكيفيّة تصميمه شبيهة بالتجمّعات الباريسيّة العشوائيّة. ترى هل يعرف أولئك الشباب الذين يتفحّصون الأفق على أمل العثور على خلاص يحرّرهم من بؤسهم، أيّ نوع من البيئة تلك التي سينتهون بها عند تحقيقهم رحلتهم المنشودة عبر البحر الأبيض المتوسّط؟ فالحدود التي يمثلها هذا الشاطئ ليست ملموسة فحسب، بل هي نفسيّة كذلك. رغم ذلك ومع مرور السنوات، أدركت أن هناك أموراً متشابهة بين طرفيّ المتوسّط. فحياة هؤلاء الشباب الجزائريين الصعبة تذكّرني بما يمرّ به سكّان العشوائيّات الفرنسيّة الشباب: فقدان الأمل من المستقبل ذاته، والتعاسة الجنسيّة ذاتها، والخيبة ذاتها، وذات الشعور بالهامشية بالفشل والمعاناة.

نظرة عامة

مواضيع ذات صلة

روشيه كاريه

قادر عطية

يعمل قادر عطية مع وسائط فنية متعددة، وتشكل المفاهيم الجمالية والأخلاقية مجاله الحيوي وتتميز مقاربته لها بالشعرية والرمزية معايناً هيمنة الثقافة الغربية.