نظرة عامة
يُقام الملتقى الدولي "5-زائد-1: إعادة التفكير في التجريد" احتفاءً بافتتاح مؤسسة الشارقة للفنون للمعرض المتنقل "فرانك بولينغ: خريطة العالم"، والذي جرى افتتاحه في وقت سابق من هذا العام في هاوس دير كونست، ميونيخ، ألمانيا، وانتقل إلى أيرلندا في متحف الفن الحديث، دبلن. تم تقييم المعرض في هاوس دير كونست من قبل أوكوي إنويزور مع آنّا شنايدر. وجرى تقييم المعرض في الشارقة من قبل حور القاسمي وأوكوي إنويزور وآنّا شنايدر.
يقدم الملتقى الذي يستمر ليوم واحد، مداخلات جديدة ومبتكرة، تركز على سبر المعرض الأصلي 4-زائد-1، الذي جرى تقييمه من قبل فرانك بولينغ في عام 1969، والذي يشير إلى الفنانين الخمسة الذين انضموا إليه في المعرض، وهم: النحاتان ميلفين إدواردز ودانيال جونسون، والرسامون آل لوفينغ، جاك ويتن ووليام تي. وليامز. وكان بولينغ قد طرح في هذا المعرض تساؤلات حول دور الفن في المجتمع وحول وظيفة التجريد. ومن خلال انخراط بولينغ في قضايا التاريخ والهجرة والذاكرة والتمثيل، فقد استطاع عبر مسيرته المهنية التي امتدت على مدار ستة عقود، أن يساهم في توسيع المفاهيم حول ما يمكن أن يكونه الرسم ولأجل مَن تم ابتكاره. حين عاود بولينغ نشاطه في عام 1967، ابتعد عن الواقعية التأملية في التشخيص، والتي وسمت بواكير أعماله، متخيلاً تجربة حسية وعميقة في الرسم، لم تشمل فقط تجربته المعاشة، إنّما استحضرت الذاكرة، والغياب، والضياع، والمنفى.
ولعل إعادة النظر في معرض 4-زائد-1 في هذا الملتقى، أصبح يمثّل أهمية خاصة في ضوء الاهتمام المتزايد بالتجريد الذي نشهده اليوم، والذي أصبح جلياً من خلال المعارض الاستعادية الأخيرة، وتلك التي أقيمت لفنانين تجريديين من أصل أفريقي مثل: سام جيليام، وجاك ويتن، وميلفين إدواردز، وألما توماس، وغيرهم. ولتعميق تلك الحوارات المتواصلة، فقد عمد هذا الملتقى إلى استضافة بعض الشخصيات الأساسية في معرض بولينغ لعام 1969، إلى جانب جيل من الشباب الأكاديميين، والفنانين، ونقاد الفن، وذلك بغية توفير منصة حيوية للتوثيق والتقصّي النقدي في غضون هذه المرحلة الحاسمة.
تاريخياً، كانت العلاقة بين الفنانين السود الذين انخرطوا في التجريد كنوع من الرسم أو النحت، وبين الفنانين الذين فضّلوا التشخيص كطريقة للتعبير، في أفضل الأحوال، مثيرة للجدل. إذ كان التشخيص مفضلاً إبّان حركة الفنون السوداء بوصفه تعبيراً قوياً عن تجربة قضايا العنصرية والنضال من أجل العدالة والمساواة، في حين كان ينظر إلى التجريد على أنه أقل تعبيراً عن تلك الحقائق، وتلبية الأذواق الأوروبية-الأميركية. ومع ذلك، وعلى الرغم من هيمنة التشخيصية، فإن العديد من الفنانين السود الذين شاركوا في النضال، والتزموا بالنشاط انخرطوا في التجريد بدرجات متفاوتة. وهكذا، سيتيح الملتقى فرصة للتركيز على التوترات التاريخية بين التجريد والتشخيص في الفن الأسود/ وفن الشتات الإفريقي، وبين المناقشات حول هذه القضية.
إنّ أحد جوانب البحث التي لا تزال نادرة، تتجلى في العمل على فنانات سوداوات مهمات، مثل: ألما توماس، وبيتي بلايتون، وميلدريد تومبسون، واللواتي ساهمن في الممارسات والحوارات المتعلقة بالتجريد. ولعلّ هذا الملتقى يتيح إمكانية إجراء تحقيق نقدي في مسألة التجريد في ضوء ديناميات الجندر من المنظورين التاريخي والمعاصر.
منظمو الملتقى هم: حور القاسمي (رئيس مؤسسة الشارقة للفنون)، وأوكوي إنويزور (قيّم، وناقد، ومدير سابق لهوس دير كونست)، وصلاح م.حسن (أستاذ كرسي جولدوين سميث ومدير معهد دراسة الحداثات المقارنة، جامعة كورنيل).
المشاركون
المشاركون هم: حور القاسمي، وبنيامين بولينغ (أستاذ علم الجريمة والعدالة الجنائية، كلية الملك في لندن)، وفرانك بولينغ (فنان)، وميلفن إدوارد (فنان)، وصلاح م. حسن، وكيلي جونز (أستاذ في تاريخ الفن والآثار وزميل هيئة التدريس). معهد الأبحاث في الدراسات الأميركية الأفريقية، جامعة كولومبيا)، كورتني ج. مارتن (نائب المدير وقيّم رئيسي، مؤسسة دياDIA للفنون)، جيلين توادروس (الرئيس التنفيذي في منظمة "Dacs"، نائب رئيس مؤسسة ستيوارت هول)، كريستا تومسون (أستاذة كرسي ماري جين كرو في تاريخ الفن، جامعة نورثويسترن) وزوي ويتلي (قيّمة، الفن الدولي، تيت مودرن).