نظرة عامة

أطلقت مؤسسة الشارقة للفنون برنامج "جدل صوتي"، وهو فعالية تجريبية نصف سنوية تقدّم حوارية ما بين الموسيقا والسينما. دعت المؤسسة موسيقيين محليين وإقليميين لإعداد مقطوعات موسيقية حية وأصيلة، ليقوموا بتأديتها في عزف حيّ يحاورن من خلالها الفيلم المعروض.

تعرض النسخة الثانية من "جدل صوتي" فيلم "الحماسة: سيمفونية دونباس" الذي أخرجه دزيغا فيرتوف عام 1931، بمصاحبة فنانين تجريبيين إلكترونيين هم: ليليان شلالا، وسالم راشد وشمس أسماء.

كافة فعاليات مؤسسة الشارقة للفنون مجانية ومتاحة للجميع.

عن الفيلم

يختتم برنامج "جدل صوتي" دورته الافتتاحية مع فيلم "الحماس: سيمفونية دونباس" (1931). يحتفي هذا الفيلم المقسّم إلى ثلاثة أجزاء بالاشتراكية في منطقة دونباس (المتواجدة حالياً في أوكرانيا)، حيث ركزت خطة ستالين الخمسية على الجهود المبذولة لزيادة الإنتاجية الاقتصادية. يقارب الفيلم الدين والحماسة، البناء والنمو، والجماهير المنضوية تحت لواء النظام. يعتبر فيلم فيرتوف فيلماً طليعياً واستثنائياً، وقد أثرت التقنيات التي تم استخدامها في العديد من الأفلام التي جاءت بعده.

وهكذا يكون قد عرض هذا العام في النسخة الأولى من "جدل صوتي" فيلمان هما "برلين: سيمفونية مدينة عظيمة" (1927) و"الحماسة: سيمفونية دونباس" (1931)، ويلتقي الفيلمان على استكشافهما الخطوات المتسارعة للتطورات الصناعي في السياق التاريخي للقارة الأوروبية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. تظهر الشخوص في الفيلمين كما لو أنهم في آلة مركزية، وأن عزمهم واصرارهم يشكلان وقوداً لمدنهم، وأرضهم ووطنهم. يضيء الفيلمان على حيوية تلك الحقبة، ويحثان المشاهدين حتى في أيامنا هذه، ولهما أن يحدثا ذات الأثر حين عرضهما للمرة الأولى.

عن الفنانون

شمس أسماء
شمس أسماء مشروع موسيقي تجريبي فردي للموسيقية أسماء غانم. تقدّم غانم بدمجها تسجيلات صوتية في قلب ممارستها الموسيقية، تنقلات التجربة السمعية المتعلقة بالحرب وتناقضات الحياة في ظل الاحتلال في وطنها فلسطين. شاركت في معارض، وإقامات فنية، وورش عمل، في النمسا، وفرنسا، وألمانيا، والأردن، ولبنان، والنرويج، وفلسطين، ودولة الإمارات، والولايات المتحدة. نالت في عام 2017 زمالة "ون بيت"، وهي مبادرة خاصة بمكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع لوزارة الخارجية الأميركية بالتعاون مع "بانغ" شبكة منظمة "كان" المجتمعية في "فوند ساوند نايشن". حصلت غانم في عامي 2014 و 2018، على منحتين من الصندوق العربي للثقافة والفنون.
ولدت عام 1991 في دمشق. تقيم وتعمل متنقلة بين عمّان ورام الله.

سالم راشد
يعتمد سالم راشد بدايات موسيقا "التكنو"، و"الموجة الجديدة"، وموسيقا "البانك"، مرجعيات في أعماله بوصفه منتجاً ومؤدياً، يربط ما بين مسارات الصوت ما بعد الصناعي والإيقاعات المتداخلة الشائكة. يدأب صوت راشد - وعلى شيء من الاكتفاء الذاتي - على سرد مستقبل يلوح في الأفق، بالرجوع إلى بيئة قاسية وظروف متغيرة تفسح المجال أمام إمكانيات صوتية جديدة وهجينة. يعمل راشد مديراً إبداعياً وهو مؤسس تسجيلات "البدوي" في دبي وشركة البستكية التابعة لها، وقد أصدرت "البدوي" منذ تأسيسها عام 2014، 25 ألبوماً على شرائط الفينيل والكاسيت، مقدّمة مجموعة من فناني الموسيقا المعاصرة، مثل "الكينونة الهيروغليفية"، و"تزوسينغ"، و"مرزبو". نالت هذه الألبومات شهرة عالمية وقدّمت على "مونكول، و"بي بي سي راديو 1"، و"ريزدنس أدفيزر"، و"ذا واير". تضمنت مشاريعه الأخيرة عرض أداء قدّمه في بينالي الشارقة 13 (2017) وتسجيلين من تسجيلات البدوي قُدّما في "بيرغهاين" الموقع الشهر في برلين (2017، 2018). ولد عام 1991 في أثنيا. يقيم ويعمل متنقلاً بين دبي وبرلين وطوكيو.

ليليان شلالا
على مدى عقدٍ من الزمن، ساهمت ليليان شلالا على نحو فاعل في الموسيقا الالكترونية والتجريبية في لبنان والشرق الأوسط. قاربت موسيقاها مقطوعات متداخلة، وأداء صوتياً مُعالجاً، وبدا الارتجال أبرز سمات فنها. قدمت شلالا إضافة للموسيقا، مساهمات في وسائط أخرى مثل الصورة المتحركة، والفيلم، والأعمال التركيبية، وعروض الأداء، والرقص المعاصر، والأزياء، كما طوّرت سواء في مشاريعها الفردية أو عبر مشاريع مشتركة على الصعيدين المحلي والدولي، لوحة صوتية مترامية، ما جعل منها واحدة من أهم المنتجين والموسيقيين. ولدت شلالا عام 1986 في بيروت، حيث تقيم وتعمل.