بلاعنوان، 1972/1973

أرنولف رينر
بلاعنوان، 1972/1973
تعرض الصورة بإذن من الفنان

نظرة عامة

يضم هذا المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي أنتجها "الفنان الصاخب" والشهير أرنولف رينر. شارك رينر في تأسيس جماعة "هوندس جروب" (مجموعة الكلب)، بالتعاون مع إرنست فوكس، أنطون ليمدين، أريك براور، ولفغانغ هوليغا، جوزيف ميكل، وماريا لاسنغ في عام 1950، وهذه الجماعة شديدة التأثر بالتعبيرية التجريدية، الفن الحركي، السريالية، أفكار اللاوعي وأهمية التحليل النفسي في النمسا.

وكان رينر مهتماً بشكل خاص بمادية اللوحات في محاولة لإبعاد نفسه عن قيود التقنيات الفنية التقليدية. حيث أصبح بالنسبة إليه اختبار "فعل" الرسم وعملية التفاعل الجسدي مع الوسيط، أكثر أهمية من المنتج النهائي المحدد سلفاً.

وقد لعب تأثير فرويد ومجال التحليل النفسي دوراً هاماً في هوس رينر واهتمامه بمجال الصحة النفسية، حيث وجد إلهامه بالتلقائية السريالية والإيمائية. كان يرسم معصوب العينين ويستخدم جسده لاختبار أقصى حدوده البدنية والعقلية، وكان يكثر من المشي على اللوحات حافي القدمين، ملطِّخاً القماش بطلاء سميك أحمر اللون عبر استخدام يديه. وكان اللون الأحمر الذي يمثل الدم والعنف، متجلياً في عمله الفني "ناشطو فيينا" ومبزراً الطريقة التي استخدموا فيها الدماء والأجساد لمواجهة المجتمع كدعوة للتفكير ملياً في الأحداث المؤلمة للحرب العالمية الثانية.

كان رينر شغوفاً أيضاً بالنظريات والممارسات الدينية، حيث أنجز سلسلة لوحات "الصليب" الشهيرة. وقد استلهم الاسم في صياغة لوحات غير تقليدية على شكل صليب. حيث استكشف عبر هذه الأعمال ثيمات الطقوس، والافتداء، والتضحية. وعبر صياغة فنية فريدة كان رينر يحاكي موضوعات البدائية والجنون والأحلام واللاوعي.

إن العاطفة الخام، والحس الغريزي، والعفوية، تمثل سمات مميزة في أعماله، حيث تتجلى بوضوح عبر "تورية اللون" والتي تستخدم العناصر الموجودة بالأصل كأساس لرسم اللوحة. وثمة الكثير من الأمثلة في هذا المعرض على هذه التورية والتي استخدم فيها العناصر المنتشرة في مجموعاته من الكتب العتيقة، الأقنعة القبلية، الصور الفوتوغرافية المستمدة من الثقافة الشعبية وغيرها من الأشياء. ويتضح ذلك بشكل خاص في سلسلة "مهزلة الوجه" حيث طمس صوراً فوتوغرافية كان عابس الوجه فيها، مظهراً حالات عاطفية متطرفة، وقد طمسها بضربات عنيفة مراكماً فوقها طبقات سميكة من اللون.


تقييم حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون.

مواضيع ذات صلة