السيرة الذاتية

تعمل جنان العاني في التصوير الفوتوغرافي والسينما والفيديو.وقد تناولت أعمالها الأولى التمثيلات الاستشراقية للشرق الأوسط في الثقافة البصرية الغربية. وكان لحرب الخليج عام 1991 أعمق الأثر على عملها، إذ نتج عنها سلسلة من أعمال تجهيز الفيديو متعددة الشاشات من قبيل "رجل محب" (1996-1999)، و"ألف ليلة وليلة" (1998)، والذي يتمحور حول استحالة الركون إلى الذاكرة، وقوة الأدلة، والإرث التوثيقي من خلال جمع روايات حميمة عن الخسارة والصدمة، جنبًا إلى جنب الروايات الرسمية للأحداث التاريخية. انتقلت أعمال العاني أخيرًا من حيز المحترف إلى المنظر الخارجي، كما صورت العديد من المشاريع في الشرق الاوسط. وأقامت العاني معارض فردية في "مركز بيروت للفنون"، لبنان (2013)، و"مركز فرير للفنون وغاليري أرثر أم ساكلر"، في واشنطن دي سي (2012)، وفي "دارة الفنون"، عمان (2010)، وفي "آرت ناو" في "تايت بريطانيا"، لندن (2005). أما مشاركاتها الجماعية فتضمنت "بينالي سيدني" (2012)، و"عرب إكسبرس"، في "متحف موري للفنون"، طوكيو (2012)، و"طوبوغرافيات الحرب"، في بال، باريس (2011)، وضمن "ب حدود: 178 طريقة للنظر"، في "متحف الفن الحديث"، نيويورك (2006). حصلت العاني على جائزة "أبراج كابيتال" للفن في 2011.

منذ العام 2007 عملت الفنانة جنان العاني على سلسلة أعمال حملت اسم "جماليات الاختفاء: أرض بلا بشر"، الذي تستكشف من خلاله اختفاء الجسد في الًبيئة الطبيعية المنهكة في الشرق الأوسط. غالبا ما يتم تصوير المشاهد الطبيعية في الشرق الأوسط بوصفها صحراوية إكزوتيكية لا تاريخ لها، وتخلو من السكان، وهي الصورة التي باتت رائجة لدى الغربيين، والخلفية التي تسبق القيام بتحركات عسكرية في المنطقة.

رداً على تطور التصوير الفوتوغرافي الجوي خلال الحرب العالمية الأولى، وما تلا ذلك من وسائل الاستطلاع الجوي عبر الأقمار الاصطناعية، والتي استعملت في حرب "عاصفة الصحراء" و"حرب الخلّيج" عامي 1991 و2003، يتبنى عمل "مواقع الظل" بجزأيه الأول والثاني هذه النظرة الفوقية التي ترافق مثل هذه المهمات، في ً الوقت الذي يتخذ فيه وجهة نظر مغايرة كليا للأرض التي يتمّ رصدها بهذه الوسائل. يصور الفيلمان الأرض التي تحمل آثاراً طبيعية، وبشرية على السواء، إضافة إلى بنى معمارية قديمة ومعاصرة. وإذ ترى من فوق تبدو المناظر الطبيعية مجردة ولا يرى سكانها بالعين المجردة. فقط حّين تغدو الشمس في النقطة الأكثر انخفاضا تبدو مثل هذه الأماكن ظاهرة للعيان. تمامًا كالصور الفوتوغرافية فإن "مواقع الظّل" هذه تعكس الصور الكامنة على سطح الأرض.

وبالتباين مع المدى الواسع لهذا العمل، فإن "الحفارات" يعرض على جهاز صغير ويركز على مجموعة من النمل التي تعمل في الرمل. ويلفت الفيلم الأنظار إلى الحركة التي تتم في الأرض والتي يمكن التغافل عنها بسهولة، ونتائج تلك الحركة التي يصعب فهمها. والانتقال في المدة من اللقطات الطويلة المدى إلى تلك المقربة، ومن الكبير إلى الصغير، يستدعي صور فيديو التقطها طيارون حربيون خلال القتال، مما يحيل أولئك الذين على الارض إلى شبه حشرات مما يتيح للطيارين أن ينزعوا الصفة الإنسانية عن أهدافهم.

وتقدم العاني خصيصاً لبينالي الشارقة عملها "بلا عنوان"، وهو فيديو متعدد القنوات يركز على المشهد الطبيعي الأمريكي، وهو يتكون من صور فوتوغرافية جرى التقاطها خلال رحلات طيران فوق صحراء "سونوران" في أريزونا، وهي تظهر منشآت عسكر ية مهجورة من الحرب العالمية الثانية، ومجمعات صناعية، ومناجم نحاس، ومقابر، ويبث الفيلّم الحياة في هذه المواقع بطرق خفية ومركبة.

هذا الشخص شارك في بينالي الشارقة 11.

مواضيع ذات صلة