سيرة ذاتية

اتخذ عارف الريس من التجريد وتطويره معبراً إلى العديد من الوسائط مثل النسيج والنحت والرسم، وشكّلت أسفاره إلى غرب إفريقيا، مصدر إلهام للموتيفات الفولكلورية والصوفية التي أضافها إلى أعماله.

تعلم الريس الفن بنفسه وبدأ الرسم بعمر 11 سنة، وأقام معرضه الأول عام 1948 في مبنى اليونسكو في بيروت بدعم من الصحفي أرليت ليفي والفنان جورج سير والناقد الفني فيكتور حكيم ورئيس المعهد الفرنسي لعلم الآثار هنري سيريغ.
سافر الريس بين عامي 1948 و1957 بين السنغال وباريس، ودرس كطالب حر في مدرسة باريس الوطنية للفنون الجميلة وأكاديمية لا غراند شوميير، وعمل وتدرب في استوديوهات أندريه لوتي وفرناند ليجر ومارسيل مارسو وأوسيب زادكين.
وبعد عودته إلى لبنان عام 1957، عمل ضمن فرقة مسرحية وافتتح مع روجر كارون مشغل منسوجات أوبيسون للسكان المحليين، وحصل بعد سنتين في أعقاب معرض أقيم في المركز الثقافي الإيطالي على منحة دراسية في إيطاليا، حيث أمضى أربع سنوات مثمرة بين فلورنسا وروما. كلفته الحكومة اللبنانية عام 1963 بإنتاج منحوتتين لتمثيل لبنان في معرض نيويورك العالمي.

عاد إلى لبنان عام 1967 إبان نكسة حزيران التي ألقت بظلالها على المنطقة العربية، واشترك في تأسيس كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية التي درّس فيها، وكان عضواً في المبادرة الثقافية المستقلة دار الفن مع صديقته المقربة جنين روبيز. منذ ذلك الوقت، نظم الريس وحضر وشارك في مؤتمرات ومعارض حول السياسة والفنون في العالم العربي، ونشر في عام 1972، بياناً بعنوان "مع من وضد من". دعي عام 1975 إلى الجزائر حيث أنتج سلسلة من الرسومات التي تصور الحرب الأهلية اللبنانية، ونُشرت تحت عنوان "الطريق إلى السلام".

أقام العديد من المعارض الفردية في غاليري صفير-زملر، بيروت (2021)؛ معرض سبيس إس دي، بيروت (2002)؛ مقر اليونسكو، بيروت (2000)؛ المركز الثقافي الفرنسي، بيروت (1998)؛ المركز الثقافي الفرنسي، بيروت (1995)، غاليري راسم، الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية، الجزائر العاصمة (1976)؛ المركز الثقافي العربي، سورية (1974)؛ المتحف الوطني في دمشق (1969)؛ غاليري قصر المعارض للفنون، إيطاليا (1961) وغيرها.

وشارك في معارض جماعية في متحف سرسق، بيروت (2003)؛ السيمبوزيوم الدولي للنحت في عاليه (2000)؛ المعرض الفني الدولي للتضامن مع فلسطين (1978)؛ المجلس اللبناني، توبنغن، ألمانيا (1974)؛ مركز لا باركشيا للفنون، إيطاليا (1972)؛ المعرض الدولي للنحت، متحف رودين، باريس (1966)؛ وبينالي الإسكندرية الثاني، مصر (1957-1958) وغيرها.
شكّلت أعماله جزءاً من مقتنيات متحف سرسق، بيروت؛ ومؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة؛ مقتنيات سردار، بيروت؛ وزارة الثقافة اللبنانية، بيروت؛ ومقر اليونسكو، باريس؛ المتحف الوطني للفنون الجميلة، الجزائر العاصمة.
حصل على عدة جوائز منها جائزة النحت والرسم، معرض الخريف، متحف سرسق، بيروت (1965-1966)؛ والجائزة الأولى في النحت، وزارة الأشغال العامة في لبنان (1964) وجائزة اليونسكو (1957)، وحصل على منحة روكفيلر وقضى عامين في الولايات المتحدة والمكسيك.

بعد الحرب الأهلية في لبنان، انتقل إلى جدة وتلقى المزيد من التكليفات من الحكومة السعودية، منها منحوتة بارتفاع 27 متراً في ساحة فلسطين بجدة. استقر في جدة حتى 1987 ثم عاد إلى لبنان عام 1992، وعاش بين لبنان ولندن حتى وافته المنية عام 2005 في عاليه.

مواضيع ذات صلة

عارف الريس

عارف الريس

يقدّم هذا المعرض الاستعادي مجموعة كبيرة من أعمال الفنان اللبناني البارز عارف الريس (1928-2005)، بما يشمل اللوحات والرسومات والأعمال الورقية والمنحوتات والمنسوجات الجدارية التي أنتجها على امتداد خمسة عقود، مسلطاً الضوء على ثراء وعمق ممارسته الفنية، وتجليات هذا الحداثي العربي المهم الذي عُرف بغزارة إنتاجه.