نظرة عامة

تستخدم موسيقا نيو مويانغا ومقطوعاته مجموعة متنوعة من الأساليب والمواضيع، ومنها النمط الغنائي المعروف باسم مادريغال القادم من عصر النهضة، إضافة إلى موسيقا الأوبرا والبوب. سلّط مويانغا في أعماله السابقة الضوء على دور الأغاني الاحتجاجية في تحرير جنوب إفريقيا، ما شكّل أساس مشروعه في بينالي الشارقة 14.

في عمله الموسيقي "منزل ماكيدبا" (2019)، يحيي مويانغا ذكرى ميريام ماكيبا (1932- 2008). وبرغم الكتابات الكثيرة التي تناولت ماكيبا بوصفها مغنية جاز ومثقفة، إلا أن دورها تقلص في التاريخ الحديث ليتحول إلى مجرد سطرٍ مكتوب على الهامش، ولم يأت التاريخ الحديث على ذكرها سوى كمترجمة أساسية لمعنى أن يكون المرء إفريقياً في عالم يشهد أفول الإمبراطوريات، وجرى إلى حدٍ بعيد التعتيم على دورها و "تدجينه". وعلى خلفية عجزها عن العودة إلى ديارها بسبب إجهارها بآرائها المناهضة لنظام الفصل العنصري (الأبارتيد)، عاشت ماكيبا لفترة في "إفريقيا المسلمة"، لتغني على سبيل المثال في دورة ألعاب عموم إفريقيا التي استضافتها الجزائر عام 1978، وكان لحضورها في الألعاب دور في دعم رأي الأقليات في غينيا (ثم في البلد المضيف) القائل بضرورة ضم بلدان المغرب لتنضوي تحت راية تضامن عموم دول إفريقيا.

ومن شأن العرض الذي يقدمه مويانغا خلال أسبوع افتتاح بينالي الشارقة 14 تعزيز عمله التركيبي الموجود في استوديوهات الحمرية. ويقدم الفنان عمله الموسيقي مترافقاً مع جهازين لتسجيل الصوت ليتداخل صوت ماكيبا مع ألحانه الخاصة، مما يشكل فضاء يحاكي أجواء الأضرحة ومبلسمي الآلام. وعلى مدار فترة إقامة البينالي، يدعو الفنان زوار الفعالية لسماع التسجيلات والتنعم بإرث ماكيبا والأصوات المجددة للحياة. ومن خلال الموسيقا التي يعمل مويانغا على تأليفها وعزفها، تشتمل أسطوانات الفينيل في "ماكيدبا" على أوركسترا حجرة وأربعة مغنين وهم السوبرانو تاين ميني، وسيفوكازي مولتينو كمغني ألتو، وأونجاما موهلونتلو كمغني تينور، وثيو ماغونغوما كمغني الجهير الأول (باريتون). وبالنسبة إلى مويانغا، فإن قيمة مريام ماكيبا اليوم تكمن في أنها تقودنا إلى مستقبل عالمي حافل بالاحتمالات، يعيش فيه الجميع في المنافي، كما أنها تطرح أسئلة حول الاعتقاد السائد بأن الوطن مكان جامد ومتجانس وباقٍ مهما كانت الظروف.

مواضيع ذات صلة

منزل ماكيدبا (2019)

نيو مويانغا

نيو مويانغا مؤلف موسيقي وعازف، وكاتب أغاني خاصة بالمسرح والأوبرا. تجول مويانغا في بقاع كثيرة من العالم مقدّماً عروضاً فردية أو بالاشتراك مع فرق موسيقية.