نظرة عامة
استحوذت مجموعة العمل الفريدة التي أنتجها جون أكومفرا في مجال الفنون البصرية والأفلام على خيال المشاهدين، منذ عمله الاستقصائي الأول مع مجموعة "بلاك أوديو" للأفلام التي شارك في تأسيسها في بداية الثمانينيات. فاز فيلمه الأول بعنوان "أغاني هاندسورث" عام 1986، وهو عبارة عن فيلم روائي شعري ويعد جزءً من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون، بجائزة غريرسون التي تعتبر إحدى أرقى جوائز السينما الوثائقية.
ومنذ ذلك الوقت، واصل الفنان عمله مع "سموكنغ دوغز" للأفلام وفناني ومنتجي مجموعة "بلاك أوديو" للأفلام، ولينا غوباول وديفيد لاوسون. حيث كان ظهورهم الأول في الشارقة ضمن بينالي الشارقة 11: نهوض: نحو خارطة ثقافية جديدة، والذي تضمن فيديو ثلاثي القناة بعنوان "المحادثات غير المكتملة" (2013) وهو بورتريه غنائي للتاريخ الأسود البريطاني ويتمحور حول أعمال وحياة المنظّر الثقافي البريطاني من أصول جامايكية ستيوارت هول. وفي عام 2015، ساهمت المؤسسة مع جهات أخرى في تكليف عمل "البحر الدوار" الذي عُرض في بينالي فينيسيا: مستقبل جميع بلدان العالم من تقييم أوكوي إينوزور، قبل أن تقتنيه المؤسسة. ساهمت المؤسسة أيضاً في تكليف مساهمة أكومفرا في الجناح الغاني الأول في بينالي فينيسيا الثامن والخمسين: فيل في الغرفة – مقطوعة موسيقية رباعية (2019) وأضافتها إلى مقتنياتها لاحقاً.
بالنسبة لعمل محاكاة: جندي أفريقي، تتجذر مقاربة أكومفرا الخاصة في الشارقة التي احتضنت جزءاً من التصوير، والنتيجة فيلم مونتاج تاريخي عُرض على ثلاث شاشات لاستذكار حياة ملايين النساء والرجال الأفارقة الذين حجبت الرواية الرسمية شجاعتهم وتضحياتهم إبان الحرب العالمية الأولى. من خلال المشاهد المصممة، تتحقق نسخة أُعيد إحيائها من التاريخ على أرض الواقع، على شكل نسخة تذكارية هادئة. تتجسد هنا الحملات الاستعمارية لبلدان مثل بريطانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا في القارة الإفريقية، وتمضي من التجريد إلى الأشكال المجسدة التي تظهر على الشاشة.
انشغل الفنان في ممارسته الفنية على تسليط الضوء على التواريخ المحذوفة من السجلات، وحاول من خلال عمله محاكاة: جندي أفريقي بثّ روح جديدة في التاريخ، ومنح الجسد الأسود شكلاً وحياةً لطالما حجبا من الذاكرة الرسمية.
فيلم "محاكاة: جندي أفريقي" جزء من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون.
فيلم "محاكاة: جندي أفريقي" بتكليف مشترك من نيو آرت إكسجينغ، نوتنغهام؛ و"سموكنغ دوغز" للأفلام؛ و"14-18 ناو" مع دعم إضافي للإنتاج من مؤسسة الشارقة للفنون.
يتزامن هذا العرض في استوديوهات الحمرية مع معرض جيرالد عنان فورسون: الثورة وصناعة الصورة في غانا ما بعد الاستعمار (1979- 1985)، المقام بالتعاون مع معهد إفريقيا في الشارقة.
