المحاكاة والمقاومة

نظرة عامة

بحث قادر عطية في مفهوم الاستعادة لعدة سنوات. ووجد أن المصطلح قد تم استخدامه منذ عام 1840، بعد أن أطلقه السياسي والمنظر الفرنسي بيير جوزيف برودون، صاحب الأثر الكبير على الفوضوية، والذي تنسب إليه العبارة سيئة الصيت "الملكية سرقة". وقد وجد عطية أن بروز هذا المصطلح إبان الثورة الصناعية لم يكن مجرد صدفة؛ فقد شهد تلك الحقبة ظهور نظام بروتو-رأسمالي موسوم بتراكم الحرمان وظهور مستويات جديدة من الدمار، والتي هددت كلا البيئتين البشرية والطبيعية. لم تكن الأبعاد السياسية لمفهوم "الاستعادة" من اهتمامات الفنان، إلا أن ذلك تغير مع تعرّفه على منشور أوزوالد دي اندرادي عن ثقافة آكلي لحوم البشر، "بيان آكلي لحوم البشر" (1928)، وكتاب فرانز فانون "معذبو الأرض" (1961)؛ الذي يربط بين مفهوم "الاستعادة" والنضال ضد الاستعمار.

وبناء على المقاربات الإنسانية لمفهوم "الاستعادة" جاء فيديو عطية التركيبي "المحاكاة والمقاومة" (2013)، متأسساً على أن المحاكاة الحاضرة في الطبيعة وسيلة لتغيير السعي وراء تحقيق المزيد من انسجام الإنسان مع بيئته، وهكذا جاءت لقطات (طائر القيثارة) وقدرته الاستثنائية على تقليد ومحاكاة ما يحيط به من أصوات، سواء تغريدات العصافير وأنغامها، أو صخب المناشر وهي تلتهم الغابة التي تشكّل موطن ذاك الطائر، مساحة لإظهار التناقض جلياً بين تطلعات البشر الاستغلالية وإجراءات طائر القيثارة المتعلقة بالبقاء، مجسداً رغبة عميقة وفطرية لديه في تحقيق التوازن مع بيئة محيطة دائمة التغير.

شارك هذا الشخص في بينالي الشارقة 13.