نظرة عامة

في تكليف جديد بعنوان "متى أزيل" (2019)، يقدم لورنس أبو حمدان عملاً تركيبياً سمعياً بصرياً أشبه ببورتريه لحياة السفر عبر الزمن وعمل عن باسل أبي شاهين، وهو كاتب ومؤرخ يبلغ من العمر واحداً وثلاثين عاماً يحتكم على مخزون استثنائي من الأغراض النادرة والصور الفوتوغرافية والمقابلات المتعلقة بميليشيات جيش التحرير الشعبي، الجناح العسكري للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط إبان الحرب الأهلية اللبنانية.

عندما جمع أبي شاهين هذا الأرشيف، قام بتعليم نفسه كيفية تحديد كل أنواع المعدات العسكرية - بما في ذلك كل نمط من أنماط التمويه ومنشأ كل رشاش "أي كيه-47" (كلاشنكوف)، سواء كان بلغارياً أو بولندياً أو سوفييتياً أو صينياً - في كل صورة من الصور. دفعه تحليله الهوسي وأبحاثه غير المسبوقة إلى العثور على المواد التي يمكن أن تعيد صياغة ما يصفه بـ "مشاهد من الذاكرة" وذكريات غير قابلة للتفسير من حياة سابقة.

لقد أدرك أن ذكرياته المستنيرة والبليغة عن الحرب، التي عاشها طيلة حياته، تعود إلى حقيقة أنها تجسيد لجندي يدعى يوسف فؤاد الجوهري، توفي في بلدة عاليه، لبنان في 26 فبراير 1984 عن عمر لم يتجاوز فيه السادسة عشرة. منذ نهاية الحرب، تم تغييب التفاصيل المتعلقة بالصراعات الطائفية في لبنان لمصلحة الأمن القومي حتى لا تحرّض على مزيد من التوترات بين الأطراف المتحاربة سابقاً. وعليه لم يعرف الجيل الذي ينتمي إليه أبي شاهين، سوى القليل (أو ما يمكن التحقق منه) بالنسبة لما حدث أثناء الحرب. ومع ذلك، شعر الجنود والقادة السابقون لجيش التحرير الشعبي بالراحة وهم يثقون في أبي شاهين لأنهم اعتقدوا أنه متقمص لأحد رفاقهم. يعيش أبي شاهين في مرحلتين، فهو حاضر في الجيل الذي شهد الحرب من جهة ومع أولئك الذين يعيشون في ظلّها.

مواضيع ذات صلة