نظرة عامة

تقدم أعمال كاوايان دي غويا رؤى ساخرة، وأحيانا كوميدية، في تناول القضايا الاجتماعية السياسية في المجتمع الفلبيني المعاصر. بالنسبة لمنحوتاته الجديدة التي كُلّف بإنتاجها، يعتمد دي غويا على خلفيته كمخرج سينمائي وفنان بصري لاستكشاف افتتانه بالسيلولويد، وليس بإنتاج فيلم بهدف عرضه، بل بأن يصبح شيئاً ملموساً في حد ذاته.

ويستند عمل "الانقراضات الشعبية" (2019) على الظاهرة الثقافية الفلبينية في صناعة الأبواق من السيلولويد بمناسبة احتفالات رأس السنة. من المعتاد أن يُجمع نيجاتيف الأفلام المستخدمة في صنع هذه الأشياء من بكرات السينما الفلبينية القديمة التي يتم التخلص منها في ضاحية توندو ذات الكثافة السكانية العالية في العاصمة مانيلا، والتي تعد موطناً لمكب النفايات "سموكي ماونتن" الذي يشتهر بالأدخنة السامة القاتلة الصادرة عن النفايات المشتعلة. إذا كان الفيلم مسجلاً للزمن والتاريخ، فإن مشاهدة بكرات الأفلام وهي تحترق في مكب النفايات تعادل رؤية آخر 50 عاماً من التاريخ الفلبيني المشتعل.

بالنسبة لعمله، يستخدم دي غويا بكرات 35 ملم لأفلام فلبينية من الدرجة الثانية، أُنتجت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. تستكشف المنحوتات الناتجة عنها عدداً كبيراً من الأحلام في الفيلم، وقد أصبحت سلعة جمالية تتسم على ما يبدو بقوة تخصّ رؤيتها ودورانها، تماماً كما يغذي النفط الترابط (المميز) للكوكب. تعطى الأحلام صورة، يتم تداولها وتبديلها وتسويقها، وينتهي بها المطاف إلى نفايات يحتمل أن تكون قابلة للاشتعال، يستردها الفنان كمخزن للذاكرة الشعبية، بما يشكّل تذكاراً ساخراً لقوة الصورة المتحركة، له أن يذوب هنا إلى درجة لا يمكن التعرف عليه. تشير أعمال لانتيان تشي ومارك سالفاتيوس أيضاً إلى مضاعفات وتداعيات التهرّب من القانون، لكن هذه المرة كاستقراء فضوليّ للهوية (الوطنية).

مواضيع ذات صلة

الانقراضات الشعبية(2019)

كاوايان دي غويا

تقدم أعمال كاويان دي غويا تصورات ساخرة وأحياناً فكاهية للقضايا الاجتماعية والسياسية في المجتمع الفلبيني المعاصر والماضي الاستعماري.