نظرة عامة

تستكشف تجربة شيراز بايجو الأوضاع الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي أسهمت بشكل جذري في تشكيل هوية موريشيوس الثقافية ومنطقة المحيط الهندي بشكلٍ عام. وفي هذا السياق، يعاين شيراز تشكيل الهوية الجمعية وفكرة الأمة على ضوء الإرثين المتداخلين للهجرة والاستعمار الأوروبي.

يسلط بايجو في بينالي الشارقة 14، الضوء على علاقة موريشيوس المركبة مع الحداثة من خلال سلالات مجتمعات موريشيوس الإثنية المختلفة، إذ كانت موريشيوس حتى القرن السابع عشر عبارة عن جزيرة غير مأهولة، وتعود جذور سكانها حالياً إلى الحكم الاستعماري الفرنسي ثم البريطاني. ونظراً إلى أنها ميناء تجاري استراتيجي، جذبت موريشيوس التجار الصينيين والعرب وعمدت إلى جلب عبيد تم تهريبهم من الهند وشرق أفريقيا ومدغشقر. ولاحظ بايجو أن صلات القربى المزعومة عززت من المكانة المحلية للبلاد كما أسهمت في دفن تأثير السلطة الاستعمارية على الهويات الثقافية. إذ يقوم أفراد مجتمعات الأوروبيين من أصول تعود لذوي البشرة السوداء أو المجتمعات المكونة من عبيد سابقين بالتفاخر والاعتزاز بتاريخ ليس تاريخهم، وغالباً ما يتوق الهنود لتأسيس روابط مع الهند من خلال القومية الهندوسية، في حين يبحث المسلمون عن صلات تجمعهم مع العالم الإسلامي.

في فيلمه "إيل دو فرانس" (2015) (الاسم الاستعماري الفرنسي الذي حل مكان الاسم الهولندي موريشيوس)، وفيلمه غير الروائي واللوحات والصور الفوتوغرافية والأعمال النحتية المرافقة، يركز الفنان على المواضيع والهندسة المعمارية والبيئات التي تعيد إلى الأذهان المواجهات التي خاضتها الجزيرة مع ماضيها إبان الحكم الاستعماري. ويستشهد بايجو بالعديد من "الآثار" مثل مزارع السكر والطاحونة المائية لمصنع البارود الذي حل مكان كروم تين الهند، إضافة إلى منزل جدته في العاصمة بورت لويس المزدان بحديقته الاستوائية المليئة بأحواض الزهور، والتي تجسد الطبقات العديدة لسكانها السابقين الذين كانوا أوروبيين تعود أصولهم إلى ذوي البشرة السوداء. كما يشتمل هذا الفضاء الأهلي مواضيع وأفكار دينية حول التجار المسلمين والهنود الذين استحوذوا على القصور الأوروبية الاستعمارية التي تم تشييدها في أواخر القرن التاسع عشر. وفي تسلسل سينمائي يخلو من وجود أي شخصية بشرية، تلتقط عدسة بايجو صوت وصورة السيادة الاستعمارية الدورية. وعلى غرار بايجو، يقدم الفنان أحمد فؤاد عثمان المشارك أيضاً في بينالي الشارقة 14 رؤية خاصة حول حركة التجارة في المحيط الهندي، ولكن هذه المرة من أرخبيل الملايو.

مواضيع ذات صلة

شيراز بايجو: أعمال متنوعة (2012-2017)

شيراز بايجو

في ممارسته الفنية متعددة التخصصات في الفيديو والرسم والتصوير والنحت، يعاين شيراز بايجو المناظر الطبيعية الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي تتمركز حول الهوية الثقافية لموريشيوس ومنطقة المحيط الهندي الأوسع.