الوضع مائع

إفادة الفنان

في مايو 2011 كلفت من قبل مجلة "بدون" بصنع لافتة شارع ثنائية اللغة، بالعربية والإنجليزية، من النوع الذي نشاهده عادة في شوارع القاهرة. كان يفترض أن تنتج اللافتة الفنانة منى حاطوم خلال فترة إقامتها كفنانة في "تاون هاوس غاليري" في القاهرة عام 2006، والذي عرضت فيه "الانتظار ممنوع". لكنّ الإشارة التي كلفت بإنتاجها تفيد بأن "الوضع مائع"، وهي عبارة صدرت عن البيت الأبيض بعد فترة وجيزة من بداية الثورة المصرية في 25 يناير. وقد سخر المدونون والنشطاء المصريون من هذه العبارة بوصفها إشارة إلى الطبيعة الإشكالية لسياسة أمريكا الخارجية في الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من أن المجلة اختارت ألا تستعمل العمل في النهاية، فقد أثار المفهوم اهتمامي. وبعد إنجاز اللافتة، بدأت بالتقاط الصور الفوتوغرافية لها بعد وضعها في أماكن مختلفة في أرجاء القاهرة. وحين ناقشت المشروع مع الآخرين، تجاوب الجميع معها بقوة، مستحضراً العديد من القضايا المرتبطة بالعلاقة السياسية والاقتصادية بين أمريكا ومصر، واللغة الفارغة التي يستعملها الساسة المصريون بعيد الثورة.

أما فيما يخص المشهد المديني، فقد لفتت اللافتة الأنظار إلى الكيفية التي يتغير بها النسيج الاجتماعي والجغرافي لمدينة ما، في أزمنة التحول السياسي. غدوت مهتماً بمسألة أيّ نوع من الأصداء الشكلانية والمفهومية التي يمكن أن تثيرها اللافتة في مدن أخرى في العالم. فقمت بإنتاج المزيد من اللافتات وأرسلتها إلى أصدقاء لي في الخارج قاموا بإيصالها إلى أصدقاء آخرين وهكذا دواليك. وقام كل من هؤلاء بالتقاط صورة للافتة في المكان الذي يختاره، ثم أرسل بالبريد الإلكتروني الصورة الرقمية ووصفاً وجيزاً لها. وفي شكلها الجمالي البسيط، يمكن لحظ لافتة الشارع في كل مكان في العالم، ويسهل الوثوق بأنها تمثل حقيقة رسمية. ولكن في العديد من تلك الصور الفوتوغرافية تبدو اللافتة عديمة المعنى، مثل الكثير من الكلمات والرموز التي تتلفظ بها السلطات السياسية يومياً. فقررت جمع الصور في منشور واحد يمكن إنتاجه وتوزيعه بسهولة، تماماً مثل اللافتة نفسها.


2013

شارك هذا المشروع في بينالي الشارقة 11