حديقتك المجسدة

إفادة الفنان

في فبراير 2011، زرت حديقتي "ماستر أوف نتس" و"ليون غروف" في "سوجو في الصين، وكان الهدف من تلك الرحلة استكشاف تينك الحديقتين الشهيرتين بوصفها نماذج للحركة الفيزيائية، وللتدفق والزمن والإيقاع.

ما يثير اهتمامي بصورة خاصة في الحديقة الصينية هو تعدّد مظاهرها: خلقها، دورة الفصول المتغيرة فيها، كما يثيرني حركة زوارها في مساحاتها المتداخلة والملتفة. وما يلهمني على نحو الخصوص هو أن تلك المفاهيم المختلفة لمرور الزمن تفهم بوصفها من نتاج الحديقة نفسها.

حين دخلت إلى الحديقة، رأيت مظهرها الخارجي لكنني رأيت أيضاً حدود ما أستطيع رؤيته – رأيت بناء طريقتي الخاصة في رؤية الأمور. فوظفت الحديقة لكي أتأمل في ذاتي. كانت تلك الحديقة تورق فيّ إن جاز القول، كما كانت تورق في جسد ستين كورنر، الفنان الكوريغرافي الذي كان بصحبتي في ذلك اليوم. وقد وجّهت الحديقة حركاته المقتضبة نسبياً، إذ قدّمت نوعاً من المداخلة الكوريغرافية على مستوى عاطفي وحدسي معاً: كان ستين "يتحقق" كحديقة، أو شجرة أو صخرة، لكنني كنت بدوري أتحقق كزائرة للحديقة وأوضاعها. وعنى ذلك تحويل منظورنا للأمور والنظر إلى الجسد بوصفه نتاجاً للحديقة لا العكس.

يتضمن الفيلم طبقة أخرى خفية: بالإضافة إلى صداقتي وستين، استلهمت حضور مصمم مشاهد طبيعية مهم، وفريق من محترفي، ومشارك من "معهد التجارب المساحيّة (معهد أسسته قبل خمس سنوات بالشراكة مع جامعة برلين للفنون)، وهذه المجموعة تفاعلت وقدمت مهاراتها لتتخذ التسجيلات شكلها من هذا التفاعل، ليصبح الفيلم أقرب إلى المحترف منه إلى الفيلم المستمد من نصّ مكتوب. تحولنا إلى جسد واحد متصل، وقرأنا الحديقة من خلال التحرك فيها، وهذا ما يبدو جلياً في الفيلم.


2013

شارك هذا المشروع في بينالي الشارقة 11