تقام النسخة الرابعة عشرة من لقاء مارس من 5 إلى 7 مارس 2022، وهو تجمع سنوي للفنانين والقيّمين والممارسين الفنيين تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون بغية استكشاف القضايا الملحة في الفن المعاصر من خلال الجلسات النقاشية والحوارية والمحاضرات والعروض الأدائية.
تنعقد النسخة الرابعة من لقاء مارس 2022 تحت شعار "متحورات ما بعد الاستعمار"، متخذاً من إرث الاستعمار المتواصل موضوعاً رئيساً، بالتوازي مع قضايا أخرى مستجدة تركت أثرها على الممارسات الثقافية والجمالية والفنية العالمية. يتخذ لقاء مارس 2022 من محاور "لقاء مارس 2021" منطلقاً له، مع تضمين الإطار النظري للنسخة الخامسة عشرة من بينالي الشارقة "التاريخ حاضراً" المرتبط بمفهوم أوكوي إينوزور عن "التجمعات ما بعد الاستعمار ".
تتخذ ثيمة لقاء مارس 2022 من دراسات ما بعد الاستعمار، معبراً للمشاركين إلى معاينة قضايا وتحديات عصرنا. فكما هو معروف فقد هيمنت هذه الدراسات على الحقل الأكاديمي، وساهمت في تغيير العالمين الثقافي والفني على مدى العقود الثلاثة الماضية، وتشمل التحديات الحالية والمستجدة فضاء مترامياً من القضايا الشائكة، تتضمن العنصرية والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري وغيرها من أنماط اللامساواة وهياكلها، وصولاً إلى حقوق الشعوب الأصلية في تقرير هويتها وسيادتها، والهجرات الجماعية نحو الشمال، والحروب الإمبريالية الجديدة، وعودة العنف الاستعماري، والحركات الاجتماعية مثل "حياة السود مهمة"، والإصلاح، والتغيرات المناخية، واسترداد القطع الأثرية المنهوبة وإعادتها إلى أوطانها الأصلية. تتفاقم هذه القضايا جراء تكثيف عمليات استخراج الموارد الطبيعية، وهلامية طبيعة رؤوس الأموال العابرة للحدود، إلى جانب ظهور رأسمالية المراقبة الخفية، وتسارع كل ذلك جراء التدهور البيئي والاحتباس الحراري، المرتبطين بدخول الأرض حقبة جيوليوجية جديدة تسمى بـ "الأنثروبوسين".
يناقش لقاء مارس أيضاً المفاهيم الجديدة والأطر النظرية المستجدة في الحقلين الأكاديمي والعام، مثل "تقاطعات أنماط التمييز" و"الاستعمار" و"تفكيك الاستعمار" و"الهويات الجندرية".
يشير "ما بعد الاستعمار" هنا في العنوان إلى الدراسات النقدية التي تتناول الاستعمار والإمبريالية، وإرثهما في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية، ويُفهم على أنه النظرية النقدية الموجهة لدحض التحليلات الإمبريالية المهيمنة على الإنتاج التاريخي والثقافي والأدبي والفني سواء من المستعمِر أو المستعمَر. مع مراعاة المناقشات الجارية حول مصطلح "ما بعدالاستعمار"، وغياب الاتساق الزمني في التجربة الاستعمارية وعمليات تفكيك الاستعمار، كما يشير "ما بعد الاستعمار" هنا إلى الاستجابات الأيديولوجية والثقافية للبنى والتشكيلات الاستعمارية، بدلاً من المطالبة بوضع يتجاوز الاستعمار بأكمله. لمناقشة "متحورات ما بعد الاستعمار"، يجمع لقاء مارس 2022 أصواتاً رئيسة تعكس في أعمالها خطابات وممارسات ونظريات وآراء نقدية ربما برزت في وقت سابق من تضاريس ما بعد الاستعمار، لكنها تنطلق الآن من قاعدة معرفية تركز على تحليلات العالم في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين والتحديات الراهنة والمستقبلية.
5-7 مارس 2022