إميلي كاراكا، تي أوري أو تي آو، 1995. مقتنيات غاليري توي أو تاماكي للفنون في أوكلاند، تم اقتناؤها بمساعدة من شركة ريدرز دايجست نيوزيلاندا المحدودة، 1997. بإذن من الفنانة
تنظم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لخريف 2024، معرض«كا أواتيا، فجر جديد» للفنانة إميلي كاراكا، والذي يقام في المباني الفنية في ساحة المريجة في الفترة بين 7 سبتمبر/ أيلول و1 ديسمبر/ كانون الأول.
يقدم «كا أواتيا، فجر جديد» أعمال الفنانة الماورية إميلي كاراكا سليلة قبائل «إيوي» المتواجدة على أراضي تاماكيماكاوراو، ومضيق أوكلاند، ووايكاتو-تاينوي، ونغاتي كاهو، ونغاتي هيني.
تُعتبر كاراكا فنانة تعبيرية تجريدية، وملوّنة استثنائية تقدّم أحياناً فناً تجميعياً، وقد علّمت نفسها بنفسها، وجعلت من السياسات الاستعمارية قضيتها الشخصية الحاضرة بقوة في أعمالها، بما يجسد نضالها المتصل بحقوق الماوريين في معاهدة وايتانغي، الوثيقة التأسيسية لنيوزيلندا (آوتياروا).
تصف كاراكا لوحاتها بأنها «مناظر طبيعية سياسية» أو «بورتريهات ذاتية متجذرة في المناظر الطبيعية»، تعكس صيرورة نضالها في سبيل تحقيق العدالة والمساواة لقبائل «إيوي»، بالتوازي مع احتكام أعمالها على كثافة تعبيرية استثنائية، وألوان مشبعة، تتسيد لوحاتها ذات الحجوم الكبيرة، والتي تعكس سطوة موضوعاتها المحمّلة برسائل قوية حول سيادة الماوريين، والعدالة الاجتماعية، وصون البيئة، إلى جانب حبها العميق لعائلتها.
يسلط هذا المعرض الضوء على أعمال كاراكا كفنانة سياسية مؤثرة، تجمع بين رؤيتها الفنية وقيمها العميقة كحاملة للواء المعرفة الثقافية والتاريخ القبلي الثري، كما يعكس قوتها كرسامة، ويجمع بين مختارات من مقتنيات عامة وخاصة تغطي خمسة عقود من مسيرتها، بالإضافة إلى تكليفات جديدة من مؤسسة الشارقة للفنون.
المعرض من تقييم حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، وميغان تاماتي-كوينيل إحدى قيّمات بينالي الشارقة 16، مع أمل الخاجة وعبدالله الجناحي القيّمان المساعدان في مؤسسة الشارقة للفنون.
تنحدر إميلي كاراكا (مواليد 1952، تاماكي ماكاوراو، نيوزيلندا) من أصول قبائل نغاي تاي كي تاماكي، وتي كاويراو آ ماكي، ونغاتي تاماوهو، وتي آكيتاي وايوهوا، وتي أوهفيارو، ونغاتي ماهوتا، ونغاتي تاهينغا، ونغاتي كاهو ونغاتي هيني.
تستلهم كاراكا أعمالها من العديد من الأنماط الفنية المكرّسة، بما في ذلك التعبيرية التجريدية و«توي واكايرو»، وهي ممارسة ماورية للنحت على الخشب أو العظام أو الحجر. تتميز أعمالها بالألوان اللافتة والحساسية المكثّفة، وغالباً ما تتضمن نصوصاً مكتوبة للتعبير عن جهود الفنانة المديدة في الدفاع عن سيادة شعب الماوري واستقلاله.
تشكّل أعمال الفنانة جزءاً من مقتنيات العديد من المؤسسات الفنية، بما في ذلك: غاليري توي أو تاماكي للفنون في أوكلاند، وغاليري كرايستشيرش للفنون، ومتحف نيوزيلندا تي بابا تونجاريوا. أنتجت الفنانة في الآونة الأخيرة العديد من اللوحات لصالح بينالي سيدني الثاني والعشرين (2020)، والمعرض الاستقصائي «الفن الماوري المعاصر» في غاليري توي أو تاماكي للفنون (2020).
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.