في "نهوض: نحو خارطة ثقافية جديدة"، تقترح القيّمة يوكو هاسيكاوا إقامة بينالي يعيد تقييم المركزية الغربية للمعرفة في العصر الحديث، ويعيد دراسة العلاقة بين العالم العربي وآسيا والشرق الأقصى، عبر شمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية.


وقد ألهمت فضاءات العمارة الإسلامية هاسيكاوا، وبخاصة الساحات التاريخية في الشارقة، حيث تتشابك عناصر الحياة العامة والخاصة، ويتقاطع ويتشابك العالم السياسي الموضوعي والفضاء الشخصي الاستبطاني.


وينظر أيضا إلى الساحات باعتبارها فضاءً ممهداً للخبرة والتجريب- ساحة للتعلم والتفكير النقدي من النوع الاستطرادي والمجسد. وتبرز هذه الساحة باعتبارها فضاءً مولداً لإنتاج الوعي والمعرفة الجديدة. وداخل شبكة الروابط الدولية والعالمية الكثيفة، تكون الساحة بمثابة فضاء اختباري تجريبي يأتي ليعكس شيئاً من الشارقة كمنطقة حيوية للإبداع والنقل والتحويل.


بالنسبة لبينالي الشارقة 11، اختارت هاسيكاوا أكثر من 100 فنان ومهندس معماري ومخرج وموسيقي وممثل يتردد صدى أعمالهم وممارساتهم الفنية مع خيوط الموضوع المقيّم: تعقيد وتنوع الثقافات والمجتمعات؛ العلاقات المكانية والسياسية؛ مفاهيم الأشكال الجديدة للاتصال والحوار والتبادل؛ الإنتاج من خلال الفن والممارسات المعمارية لطرق جديدة للمعرفة والتفكير والشعور. ومع صدور أكثر من 35 عملاً أعد خصيصاً لهذا البينالي، يكشف بينالي الشارقة 11 عن أماكن في جميع أنحاء المدينة، وسوف يتميز بافتتاح خمسة فضاءات فنية جديدة تابعة لمؤسسة الشارقة للفنون.


سيبدأ برنامج الأسبوع الافتتاحي لبينالي الشارقة 11 بالافتتاح في يوم 13 مارس 2013، يليه أمسية حفل توزيع جوائز البينالي. ويشمل الجدول الزمني الكامل للأحداث من 13 - 17 مارس عروضاً وأفلاماً ومحاضرات ولقاء مارس السنوي وندوة تضم جلسات موضوعية وحلقات نقاش هادئة تنعكس على مفهوم بينالي الشارقة 11 و تحدد له سياقه.

إضاءة على: أقوال 10:120

 

أقوال 10:120 مشروع من عدة أجزاء، يحتوي علي تأليف موسيقي وأدائي لأغنية صوفية الطابع (قوالي).

 

وائل شوقي
2011―2013

جائزة بينالي الشارقة 11

ضمت قائمة الحائزين على جائزة بينالي 2013 سبعة فنانين هم: أبيتشاتبونغ فيراسيتاكُ، تشاي سيري، تيفاني شونغ، وائل شوقي، منير شهرودي فارمنفرمايان، مجدي مصطفى وفوميتو أورابي.

 


وضمت قائمة لجنة التحكيم لعام 2013: بسام الباروني، قيّم وناقد فني من الإسكندرية، مصر؛ هوو فانغ، مؤسس مشارك ومدير فني في "فايتمن كرييتيف سبايس" و"ذا بافيليون" في بكين، الصين؛ وسارات ماهاراج، أستاذ نظم الفنون البصرية والمعرفة في جامعة لوند وأكاديمية مالمو للفنون، السويد.

كلمة قيمة بينالي الشارقة 12


إننا نعيش في أزمنة متناقضة. ففي داخل بيئاتنا التي تزداد فيها "الوسطية"، تصبح الحقيقة محيرة، وللمفارقة فإن هذا الأمر قاد إلى شكلانية جديدة، وكأننا نسعى للعودة إلى الرمزية الباطنية للماضي. إننا أنواع بشرية سريعة التمدن، ومع ذلك فكل مانتج عن ذلك حتى الآن، هو نزعة ريفية جديدة متزايدة النمو.

 

إن إنتاج المعرفة يجب أن يتأتى عن ارتباط نزيه وغير منحاز مع الواقع. وإذا كانت البيناليات معنية بأن تكون محافل لإنتاج معرفة جديدة، فيجب عليها أن تكون متحررة من قيود المركزية الأوروبية والعولمة ومن أي مذهب آخر.

 

وكما كتب كين لوم في دليل بينالي الشارقة السابع: "إن الانتقاد في مجال الفن قد تم تحديده على نحو كبير وفق المعايير الأوروبية - الأمريكية للفهم التاريخي للفن، وليس وفق سياسات الاختلاف مع تقاطعاته بنقاشات مابعد الكولونيالية والنسوية ومعاداة العنصرية".

 

وهذا تحول يبتعد عن الدراسات النظرية للجوانب "الكونية" للطبيعة البشرية ومقاربة غير نقدية للحداثة باتجاه استكشاف العالم الذي يؤخذ كنقطة انطلاق لما هو محلي، وتسليط ضوء على الممارسات المتنوعة والمعقدة التي تؤسس لثقافة أو مجتمع سياسي أو طريقة في العيش موجودة سلفاً.

 

إن الشارقة مكان طبيعي ومشيد في الوقت نفسه. إنها تحتضن الماضي وتقف على الحاضر وتتأمل مسيرتها المتواصلة نحو المستقبل. وبينما أستمد الإلهام من حيويتها أريد أن أقدم لها بينالياً يسائل أنواع الممارسات الممكنة عبر الفن وأنماط المعرفة التي يمكن تقديمها. إنني أتصور بينالياً يخطو باتجاه مناطق لم تكتشف من قبل ويحرض الفنانين والمعماريين والمصممين والعلماء والمهندسين لخوض التجارب بممارسات جديدة.

 

إن "الصحن"، وهو ساحة الدار في العمارة الإسلامية، مع البركة المنحوتة والنافورة وموقعها في المركز من هذا الصحن لهو مصدر إلهامي. أريد أن أبتكر نافورة للأفكار تتدفق للأعلى باستمرار، وخلف البينالي يبقى هناك مكان بوسعنا العودة إليه مراراً وتكراراً. فالنافورة كريمة ومضيافة لكنها ليست مفتوحة للجميع على نحو عشوائي.

 

إن من يريد أن يستمد المعرفة من هذه النافورة عليه أن يكون منضبطاً. والانضباط يطرح أسئلة لا يمكن تجنبها مثل: هل تعرف طريقة استخدام هذا؟. هل تعرف لماذا؟. هل تستخدمه لأغراض تتعلق بالحياة؟.

 

يستمد اقتراحي للبينالي من تقاليد الشارقة في الشهامة والانضباط. وما سينشأ سيكون أكثر من مجرد سلسلة من المعلومات مبثوثة إلى المتلقّي على نحو معروف وسطحي. سيعمل البينالي كفضاء يجذب عقول الزوار، يتحدث إلى أفئدتهم ويحرّضهم جسدياً وعقلياً.

 

المتاهات وساحات المنازل الإسلامية التي يمكن رؤيتها في الشارقة وتلك التي أصبحت جزءاً من الثقافة العربية تبعث على الإلهام. في أجزاء متعددة من العالم التي طبقت فيها ثقافة ساحة المنزل تدمج هذه الساحات عناصر الفضاء العام والخاص على حد سواء، بتوازن ما بينهما رغم الاختلاف. ساحة المنزل هي مكان مليء بالوعي الحاد بالتاريخ والثقافة المحليين. تنتشر ساحات المنازل منطلقة من العالم الإسلامي إلى الحمراء ومناطق اسبانية أخرى، والبرتغال ومناطق البحر الأبيض المتوسط، وكذلك إلى المكسيك وأمريكا الجنوبية. كما أنها أصبحت سائدة في شمال أفريقيا. وقدمتها الامبراطورية المغولية إلى الشرق وهي تشق طريقها إلى الهند والصين واليابان. هذه "الطبولوجيات" الثقافية الجديدة والمعرفة الجديدة التي ولدت من خلال تفاوض ما بين داخل هذه الساحات وخارجها، قدمت لي أساس الموضوع للبينالي.

 

إن أيّ بينالي يشبه ورشة عمل تشترك فيها مدينة بكاملها، وذلك بهدف ابتكار فضاءات اجتماعية، وفي حالة الشارقة أريد أن أبتكر فضاءات اجتماعية تجمع المقيمين لفترة طويلة مع القادمين الجدد، وذلك بغية التشجيع على إعادة اكتشاف الثقافة الاسلامية، بما في ذلك ثقافة ساحة الدار، وإظهار كيف يمكن لهذا الـ "DNA" أن يزدهر من خلال التعبير الفني المعاصر، وأن يؤثر في مواقع أخرى. تتضمن رؤيتي تقديم منظورات جديدة لفنانين معاصرين، وتوليد معرفة جديدة داخل المجتمع المحلي للشارقة.

 

إننا نعتزم بناء مساحات اجتماعية وفق مستويات مختلفة باستخدام ما هو موجود من ساحات المنازل ومتاهات في منطقة التراث والمواقع الفنية الجديدة على حد سواء. سيتم تصميم شبكة المساحات بطريقة بحيث تقود الناس من المواقع التي تتضمن الأعمال الفنية في المناطق العامة إلى مساحات داخلية وفق مستويات مختلفة، ترفع من سوية الحوار بدرجات مختلفة من الحميمية والحدة. وبهذه الطريقة ننوي ابتكار مدينة فنون غير مرئية.

 

سيشارك في البينالي بجوانبه المختلفة عدد من المعماريين، بدءاً من تشييد أبنية على نطاق ضيق (جناح أشبه بالهياكل) وصولاً إلى ابتكار تقاطعات داخل المساحات والتعاون مع الفنانين. سيكون هناك فنانون في مجال الفنون البصرية تباعد أعمالهم بين مجالي الفن والعمارة. كما سيتضمن البينالي مهندسين معماريين يعملون مع النحاتين لابتكار تراكيب تجريبية.

 

المساحات التي بنيت مؤخراً والتابعة لمؤسسة الشارقة للفنون ستشير إلى هندسة ساحة المنزل التراثية التقليدية. ستبتكر الأبنية المحيطة التي يتردد صداها عبر الزمن، وكذلك المنظر التراثي حواراً مع المساحة الجديدة. وبالإضافة إلى ذلك، ستكون أسطح الأبنية الستة مترابطة بحيث تبدو للعيان مشهداً واحداً عندما يتم النظر إلى الأسفل، حيث ساحات المنازل والمتاهات التي تشق طريقها عبرها، وإلى الناس الذين يسيرون في الأسفل.

 

من بين أهداف هذا البينالي ابتكار مساحات اجتماعية جديدة وتوليد معرفة داخل هذه المناطق، والتي ستنقل إلى مدينة الشارقة والعالم ككل، عبر الناس الذين اختبروا تجربة هذه المساحات ومن ثم مضوا في اتجاهات مختلفة. سيتمكن الفنانون المشاركون من ابتكار علاقات مكانية مختلفة في ساحات المنازل صالات العرض، على الأسطح وفي المدينة. وبكلمات أخرى، فإن المساحات التي تم ابتكارها ستشكل بنفسها قلب البينالي، وستشكل أعمال الناس داخل هذه المساحات نوعاً من النحت الاجتماعي. سيضيع الناس وسيتحملون مِحَناً أخرى قبل أن يصلوا إلى ساحات المنازل، وحالما يصلون سيشربوا من نافورة المعرفة الجديدة ويساهمون فيها. أحد أهداف البينالي هو توليد هذا النمط من الجو والفضاء من أجل التبادل المعرفي.

 

يوكو هاسيكاوا، ديسمبر/ كانون أول ٢٠١١

لقاء مارس 2013

لقاء مارس ٢٠١٣ خلال أسبوع افتتاح بينالي الشارقة ١١، وسوف يتم دعوة المشاركين للانخراط في سلسلة من الحوارات وجلسات النقاش التي تحاول تأطير المفاهيم التي يتناولها بينالي الشارقة ١١. تهدف يوكو هاسيكاوا قيمة البينالي إلى رسم خارطة ثقافية جديدة، تستلهم مفهوم الفناء أو الساحة في العمارة الإسلامية كفضاء يحتضن ذاكرة الثقافة المحلية، ويسهم في إنتاج معرفة جديدة، من خلال التبادل واللقاءات التي يستضيفها.

منشورات بينالي الشارقة 11

افق البينالي عدد من المنشورات ومن ضمنها كاتالوج "بينالي الشارقة 11: نهوض – نحو خريطة ثقافية جديدة" و"بينالي الشارقة 11: سينما سراب المدينة" و"بينالي الشارقة 11 ولقاء مارس 2013: نحو خارطة ثقافية جديدة".

منشورات بينالي الشارقة 11