الصورة:
أنطونيو دياز، تا تزي باو، 1972. بإذن من القائمين على تركة الفنان وغاليري نارا روسيلر، ساو باولو، تصوير: إيفرتون بالاردين
يقدّم معرض "البحث عن أحجية مفتوحة" أعمال الفنان البرازيلي أنطونيو دياز (1944–2018)، الذي تميّز بتجاوز الحدود المادية والمفاهيمية في فنه، حيث عالج ببراعة قضايا اجتماعية وسياسية معقدة باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائط الفنية. يستمدّ المعرض عنوانه من تحليل الناقد الفني هليو أويتيشيكا عام 1969 الذي لفت الانتباه إلى الطبيعة المفتوحة والدلالات المتعددة للصور والرموز التي يستخدمها دياز.
تفيض أعمال دياز التي اعتمد فيها على وسائط متعددة من أوائل الستينيات بصور قوية وألوان جريئة ورموز وأشكال غامضة، منتقدةً الدكتاتورية العسكرية العنيفة في بلاده، البرازيل. خلال هذه الفترة، حوّر الفنان لغة الثقافة الشعبية البرازيلية البصرية بشكل مبتكر، مُحمِّلاً إياها تعبيرات عن العنف والرقابة.
عندما وصل دياز إلى باريس في عام 1966، وفي جعبته حقيبة صغيرة ورسومات معدودة، قضى العقود التالية في المنفى الاختياري بأوروبا، بدءاً من ميلانو ثم كولونيا. هناك، تأثر بحركة "آرتي بوفيرا" الإيطالية، واهتم بمفاهيم "اللا-صورة" والمفاهيمية في الفن. تتضمن أعماله من أواخر الستينيات إلى منتصف السبعينيات، التي تشكل جوهر هذا المعرض، لوحات أحادية اللون مليئة بالنصوص، وتركيبات هندسية منظمة بشكل منهجي تهدف إلى نقد الفن والمجتمع، بالإضافة إلى تجارب أدائية موثقة على أفلام سوبر 8.
ومنذ الثمانينيات فصاعداً، عمد دياز إلى إنتاج لوحات تجريدية تميّزت بالأصباغ المعدنية والألوان الزاهية والتكوينات الحيوية، واستمر حتى وفاته في تطوير تركيباته الفنية متعددة الوسائط، مضيفاً عليها لمسة من الفكاهة اللاذعة.
ويعدّ "البحث عن أحجية مفتوحة" أول معرض فردي للفنان في المنطقة، والذي يركّز بشكل كامل على أعمال دياز، ويهدف إلى الاحتفاء بالطبيعة المتنوعة والثورية لإرثه الفني، من خلال عرض مجموعة مختارة من الأعمال التي تتبع مسيرته الإبداعية منذ الستينيات حتى آواخر التسعينيات.
معرض "أنطونيو دياز: البحث عن أحجية مفتوحة" من تقييم حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، مع ريم صوان قيّمة مساعدة في المؤسسة.