لمحة عامة

يسبغ الرّاقص ومصمّم الرقصات المعاصر فاوستين لينيكولا هيكليةً تصويرية على أعماله التي يستلهمها من رقصات "ندومبولو" الغرب إفريقية بكلّ ما فيها من إيقاعاتٍ حيوية سريعة وخطوات متزامنة، إذ تجسّد هذه الرقصات طريقة لينيكولا في التعامل مع الفقد والذاكرة وما تعرّضت له من كبتٍ طويل الأمد بفعل ويلات الحروب والإرهاب، حيث يستكشفُ الخوف الناجم عن النزاعات العنيفة وتأثيره المدمّر على المجتمعات، ويعبّر بالحركة عن السّمات العاطفية للتجارب المُعاشة والمشتركة.

يقدم لينيكولا في بينالي الشارقة 15، "جسدي، أرشيفي" (2023)، والذي يستكشف مختلف جوانب شخصيته ويعيد النظر في تجاربه بصفتها أرشيفاً حيّاً ووسيلةً لسرد القصص على مرّ السنين، حيث ينبش العمل، الذي تم إنتاجه بالتعاون مع المسرح الوطني الفرنسي للرقص ومسرح فيدي-لوزان السويسري، تاريخ أسلاف لينيكولا الكونغوليين في مسعى للكشف عن القصص المغيّبة لنساءٍ طواهن النسيان طيلة أجيال. وفي هذا السياق يركِّز لينيكولا على القرية التي كان يعمل مع أهلها على ضفاف نهر الكونغو مستعيناً بفنانها المحلي غباغا الذي يلقبه الأهالي هناك بـ"أمير النحاتين"، ويُقال إن منحوتاته الخشبية تُعيد إحياء أرواح الأسلاف الراحلين. لذا قام غباغا، في مسعى ينبع من الذاكرة الشخصية للينيكولا، بنحت تماثيلٍ للنساء المفقودات من عشيرة والدة لينيكولا، والتي ضاع أرشيفها بين جزيرتي تاباكيلي وكيسانغاني، ليُصار إلى عرض هذه المنحوتات على المسرح كي يستدعي لينيكولا من خلالها أرواح الراحلات ويراقصها ويحاورها.

لحجز تذاكر الحفلة الموسيقية، اضغط هنا.

يقام عرض الأداء بدعم سخي من بنك الشارقة والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة. هذا وتلتقي رعاية بنك الشارقة لبينالي الشارقة مع تركيزه على المسؤولية الاجتماعية وتعزيز سبل التعاون والتواصل بين المجتمعات من خلال الفنون.