لمحة عامة

تقدم كلوديا أرافينا أبوغوش "مقاييس المسافة" (1988) لمنى حاطوم:

"كنت أعيش في برلين عندما شاهدت "مقاييس المسافة" لأول مرة. في ذلك الوقت، بدأت خصوصية السيرة الذاتية لي تتردد في ذهني، فقد عشت في ألمانيا، وولدت في سانتياغو عاصمة تشيلي من أم فلسطينية. أعتقد أن هذا الإدراك تحول إلى قاعدة حاولت من خلالها التعبير عن عملي بعد ذلك. هناك العديد من الإشكالات في الفيديو الذي أتعامل معه. فالمسافة الجغرافية والثقافية للغات من جهة، والتنقلات الزمنية والمكانية من جهة أخرى تعكس صورة مزدوجة ثابتة، كما هو الحال مع جسد الأم والنص المكتوب المكون من حوارات سابقة (في رسائل الأم) إضافة إلى التعليق الصوتي للفنانة باللغة الإنجليزية، وهذا ما يسمح لها بأن تنأى بنفسها عما قيل في وقت سابق. في الوقت الذي نسعى فيه إلى التعبير عن حاضرنا، يتيح لنا وسيط الفيديو إعادة النظر في الوسائط الأخرى مثل الصور الفوتوغرافية، والسفر إلى فترات زمنية أخرى.
أجد نفسي في الفيديو بأشكال لا حصر لها، ولكن أكثر ما يتردد صداه عميقاً في داخلي هو الحديث مع الأم، وهو حوار لم أجره من قبل".

عن العمل:

"مقاييس المسافة" عمل يقوم على السيرة الذاتية للمخرجة منى حاطوم على نحو مميز، فهي تتحدث عن التهجير، والضياع، والإحساس الهائل بالخسارة الناشئة عن الانفصال الاجتماعي الذي سببته الحرب.
ولدت حاطوم لأبوين فلسطينيين يعيشان في المنفى في بيروت. في عام 1975، أثناء زيارتها للندن، أصبحت حاطوم نفسها منفية، فقد اندلعت الحرب في لبنان وبقيت في إنجلترا. في هذا الفيديو، تقدم حاطوم مقاطع من نصوص رسائل والدتها التي كتبتها لها باللغة العربية من بيروت، وتقرأها بصوت عالٍ بالإنجليزية. كما يتخلل الموسيقى التصويرية حوار صريح بين الأم وابنتها.

عُرض هذا العمل في العديد من السياقات والمؤسسات، بما في ذلك مركز جورج بومبيدو، باريس؛ تيت مودرن، لندن، متحف كياسما للفن المعاصر، هلسنكي (طيلة 2016) ومركز الفنون المعاصرة، سينسيناتي، أوهايو (1988).

بتكليف من: أي ويسترن فرونت فيديو بروداكشن، فانكوفر، 1988.

معلومات عن العرض والحجز

مقاييس المسافة (1988)
منى حاطوم
كندا
تجريبي | 15 دقيقة
بالعربية والإنجليزية

هذا العرض جزء من مشروع "الأنساب في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية" الذي يستكشف العلاقات التاريخية والمعاصرة بين الفنانين من هاتين المنطقتين. يكشف المشروع عبر الروايات الشخصية للفنانين عن وجهات نظر ورؤى بديلة نقدية في مسعى لتفكيك مركزية السرديات والمدارس والنماذج السائدة التي أنتجها ورسّخها الغرب.