Sharjah Art Foundation

لقاء مارس 2023: منظومة ما بعد الاستعمار: الفن والثّقافة والسّياسة بعد 1960

12-9 مارس 2023

نظرة عامة

يمثل الأرشيف، بحسب فهمنا المعتاد، سجلًا من المستندات والمقتنيات التي توفّر معلومات، وتتيح للباحثين بناءَ سرديات تاريخ الفن. ومن المفترض أن يكون الأرشيف عنصرًا لا غنى عنه في الحفاظ على ماضينا، وتسجيل حاضرنا، وصيانة معرفتنا من أجل المستقبل. يوفر الأرشيف أفكارًا ورؤى حول الفنّانين وحياتهم وأعمالهم الفنّية، إلى جانب مجمل التّحوّلات والمعطيات المجتمعية، ويكون بالتّالي مستودعًا للحقيقة، إلا أنه دائمًا ما يكون ناقصًا، إذ يعيبه غياب أصوات المهمّشين من أفراد ومجتمعات. وعادة ما تُعتبر هذه الأصوات غير موجودة، أو تتعرّض للتّجاهل التّام جرّاء ضعفها أو عجزها عن الوصول، لا سيما في سياق الجّنوب العالمي.
أوضح ميشيل رولف تروي في كتابه المهم "إسكات الماضي" (1995) أنّ هنالك حلقات من التّوثيق التّاريخي تعرضت فيها التّواريخ والحقائق والتّجارب "للإسكات المتعمد أو للنّسيان المستمر بإلحاح مثابر"، ونتج عن هذا الإسكات إقصاء الفنّانات والفنّانين من السُّكان الأصليين أو غير الأوروبيين، إلى جانب الأقليات الجندرية والعرقية، من السّرديات الكبرى في تاريخ الفنون. ولمعالجة هذه القضايا، طرح المنظّرون مثل سعدية هارتمان مفهوم "التّخييل النّقدي" الذي يتضمّن جمع الأبحاث الأرشيفية والتّاريخية مع النّظرية النّقدية والسّرديات الخيالية، لملء الفراغات التي خلفّها الصمت والمحو في السّجلّات التّاريخية. يمكن للأرشيف عند وضعه في سياقه المناسب، المساهمة في إحياء التّاريخ عن طريق دمج السّجلّات الموجودة مع التّخييل النّقدي وغيرها من المنهجيات الكفيلة بسدِّ هذه الفجوات. يناقش المتحدّثون موضوع الأرشيف ضمن هذا الإطار النّقدي ومن منظور صناعة المعرفة وإمكانياتها والتّحكم بها والوصول إليها.

شاهد الفيديو هنا