روزا باربا، التموضعات التكوينية للماهيات، 2019. فيلم 35 ملم. لقطة من الفيلم.

نظرة عامة

وصف القيّم والفنان والكاتب إيان وايت، في العام 2011، عمل روزا باربا بأنه "تحقيق دقيق وخيار تشاركي للذات في السينما الصناعية". لقد أنجزت هذا التحقيق والخيار التشاركي من خلال إنشاء ما أطلق عليه وايت "مسرحة" ما أفضى إلى انتاج نمط سينمائي منفتح على أنواع مختلفة من الإيماءات والأساليب. تترك أفكارها كفنانة وصانعة أفلام خلفها، وتسمح لنفسها بالانفتاح باستمرار على التفسير والتجريب وتشارك مواضيعها، من خلال تشويش الخطوط الفاصلة بين الخيال العلمي والأساطير والاستعارات الخاصة بها، فأعمالها في الصورة المتحركة ليست مجرد إسقاطات، بل هي أشكال من النحت تستدعي فكرة المشاهد عن المكان والزمان.

يمثّل فيلم باربا المصور بكاميرا 35 مم بعنوان "التموضعات التكوينية للماهيات" تحقيقاً في كتابات وتحولات المجتمع الناتجة عن تغيرات المناظر الطبيعية. أثناء التصوير في بيرو، عملت باربا مع المجتمعات المتضررة من ذوبان نهر متجمّد، مما ولّد شعوراً جديداً بالزمن الجيولوجي لدى سكان المجتمع. يكشف الفيلم كيف أن اختفاء الجليد ببطء خلق نوعاً من الاندفاع إلى المجتمعات الزراعية، مما وفر فرصاً جديدة لهم، وأحدث تغيرات في حياتهم، حتى لو بدت التطورات مؤقتة فقط. على غرار أعمال باربا السابقة، يتناول الفيلم محاولات الإنسان ترويض الطبيعة من خلال عروض الأداء الجماعية التي تتفاعل فيها ذكريات الشخصيات مع سيناريو المشهد الطبيعي.

 تعلق باربا: "خلال عملي، أتساءل كيف نشغل مكاناً عبر التحقيق في الأزمات من خلال معالجة غير اعتيادية للزمن واللغة. يُنظر إلى الزمن على أنه تراكم، وأرشيف، بدلأً من أن يكون مساراً أفقياً، كما يتم تجريد اللغة، بحيث تتملّص من وظيفتها السيميائية النموذجية. يتم تنشيط الآثار المزعزعة للاستقرار للقصص من خلال استخدامي للمفاهيم الأساسية (الزمن واللغة) بهذه الطرق غير التقليدية. تتكشف المعاينة المكانية من خلال تفكيك الجهاز السينمائي والبيئة الفيلمية التي تتكون من المواد المادية للفيلم - أجهزة العرض والشاشات والسليلويد - والعناصر المحيطة به: الزمان والمكان والضوء والصوت. لذلك، أستخدم السينما من أجل القيام بتدخل في فضاء مكاني حقيقي، وأواجه الانقسام بين العام والخاص، والخيال والواقع...".

مواضيع ذات صلة

التموضعات التكوينية للماهيات (2019)

روزا باربا

تعاين ممارسة روزا باربا الفنية، المتمركزة حول الأفلام والمنحوتات والأعمال التركيبية وعروض الأداء والمطبوعات، آليات الإدراك والذاكرة.