شجرة السرو، رغم حريتها، أسيرة الحديقة

نظرة عامة

أثناء زيارتي للشارقة في شهر أغسطس 2012، زرت سينما متهالكةً في مدينة خورفكان. كان المبنى مليء بالحروف التي بدت في حالة من الاضمحلال، تموت موتاً بطيئاً. في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تشهد الكثير من التطورات الجديدة، كان هذا الفضاء الراكد بمثابة حالة شاذة.

عدت إلى المسرح في ديسمبر، حيث قابلت الحارس الوحيد له. كان باكستانيا، أتى إلى الشارقة في عام 1976 للمساعدة في بناء السينما، التي تم تصميمها على أيدي مهندسين معماريين ومهندسي بناء من كراتشي على الطريقة المعمارية للسينما الباكستانية في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. وقد ترقّى من عامل إلى مدير، وعاش في السينما منذ وصوله. كان المبنى حياته وعشقه – كان وجوده متشابكا بشكل معقد مع ذلك الفضاء الذي بدا موته الوشيك رمزا لكفاحه في الحياة. وتحدث، من ناحية أخرى، عن السينما كما لو كانت تعمل ولا تزال على قيد الحياة وهو غير قادر على رؤية طبقات الغبار والتحلل الذي ينتشر حوله؛ وبدا كناجي وحيد يعيش أسيراً لحلمه.

انتهى بي الأمر وقد نسجت هذه القصة غير المتوقعة في عملي. وترى في الصور هذا الحارس وهو ينظر إلى الشاشة التي تخبو وأنا أعرض رسوماتي عليها مغيرًا شكل الفضاء ومعيدًا السينما إلى الحياة.

استلهمت العنوان من عبارة غزل قالها الشاعر ’غالب‘ الذي عاش في القرن التاسع عشر. والعنوان مفتوح للتأويل في ثنايا روح شعره الذي يتسم بتعدد الأبعاد ويحتوي معانٍ متعددةٍ.