الصورة:

هينوك ملكامزر، بدون عنوان، 2023. الصورة بإذن من مؤسسة الشارقة للفنون. تصوير: شانفاس جمال الدين

لمحة عامة

يقول هينوك ملكامزر: "إنّ مفتاح قراءة الفن الطّلسمي هو البدء من المركز، حيث تنزاح العيون تدريجيّاً نحو الخارج، وتبدأ كلّ تعريشة بكلمة أو مفهوم روحي يجسّد العلاقة المضمرة بين اللون والشكل الأبجدي الخاص بلغة الطلسم".

يستمدّ الشكل الفني الطلسمي في إثيوبيا الرموز والرسومات والنصوص التي تعكس أهمية روحية وفلسفية، عبر استلهام علم التنجيم والدين والروحانية، حيث تأثرت الأشكال المستخدمة في الفن الطلسمي على امتداد حقب طويلة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي والثقافي لإثيوبيا، كما وظّفت أساليب التعبير الحديثة في معالجة أبرز المشكلات في العالم المعاصر، مثل كوارث المناخ والحرب والفقر.

وعلى الرغم من أنّ "الطلسم" ما يزال ممارسة شعبية، والذي غالباً ما تصفه الأوساط الغربية بأنه "فن التشافي" أو"فن التعويذة"، بحيث ينأى به هذا التوصيف عن العديد من مناقشات الحداثة، فإنّ معرض "هينوك ميلكامزر: رموز وصور الفن الطلسمي"، الذي قيّمته الباحثة إليزابيث جيورجيس، يتحدّى مثل تلك المقاربة الحداثوية ذات البعد الأحادي، ويقدم لنا رؤية فريدة في واحدة من أكثر الممارسات الفنية الحداثية أهمية في إثيوبيا، والتي تجسّدت عبر أعمال هينوك ميلكامزر .

يعدّ هذا المعرض أكبر معرض فردي لهينوك حتى الآن، ويضم أكثر من 100 لوحة من أعماله، بما يتيح للجمهور مشاهدة تنويعات من لوحاته التي تضج بأنماط كثيفة وألوان متعددة من الأشكال والرموز والكلمات والأرقام. أنجز الفنان هذه التكوينات المذهلة بصرياً باستخدام الأكريليك والقماش بالإضافة إلى الأصباغ الطبيعية التقليدية. توفر ممارسة هينوك الفرصة أمام الجمهور لاستكشاف العديد من التجليات الطلسمية في الوقت الراهن.

ينظم المعرض بالتعاون مع معهد إفريقيا في الشارقة و هيئة الشارقة للمتاحف ، وهو من تقييم إليزابيث جيورجيس، الأستاذة المشاركة في تاريخ الفن والنظرية والنقد في معهد إفريقيا في الشارقة، و أمل العلي مساعد قيّم في مؤسسة الشارقة للفنون.