لورنس أبو حمدان: أصوات مرئية

نظرة عامة

كيف يمكن لنا أن نجعل من القصص الواقعة خارج نطاق الرؤية البشرية مرئية؟ هل يمكن لاستدعاء وتخيل ترددات الصوت ومحاكاته وحالته التحفيزية إماطة اللثام عن روايات مخفية عن التاريخ؟ تستكشف مشاريع الفنان و"الأذن الخاصة" لورنس أبو حمدان تجربة الاستماع - الفروق الدقيقة في التلعثم المتكرّر أو دور التناقض في الهسهسة المقلقة في كشف تفاصيل متشابكة عن النطاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتصارعة التي نحيا فيها.

في معرض "أصوات مرئية" الذي يخاطب عدّة حواس، يقدم الفنان الحائز على جائزة ترنر دراسات مختلفة عن التسريبات السمعية المتقطعة، ويبتدع من خلال البحث والتحليل شكلاً جديداً من صنع الصور، أو ما يمكن اعتباره: سياسة جمالية جديدة. يتساءل أبو حمدان "ماذا يعني صوتنة الصور؟" وهنا يتعامل الفنان مع صورة تنتهج سلوكاً يشبه الصوت نفسه - صورة تتأرجح بين الأذن والعين – ولا يمكن لها أن تتواجد إلا عبر جمع حاستي السمع والبصر.

يقدم معرض "أصوات مرئية" شكلاً مميزاً من التعبير البصري، من خلال تتبع خصائص الأشكال غير المادية للمراقبة والتحكم، والتي تستعرض مفاهيم "العنف الجوي" وسياسات الاستماع، فهو يرسم في هذا المعرض أطلساً جمالياً يعبّر عن كيفية رؤيتنا للصوت وكيفية تعاملنا مع تسرب المواد العصية على الحجب سواء من قبل دولة أو شخص؛ جسم أو جهاز.

يعد هذا المعرض الفردي الأكبر لأعمال الفنان حتى تاريخه، ويضم استعادات جديدة لأعمال متعددة الحواس منها تكليف طموح جديد بعنوان "تكييف الهواء" (2022) وعرض أداء محدّد الموقع "ضغط جوي: مقالة سمعية بصرية حية" يقام في الطبق الطائر التابع للمؤسسة، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية الأخرى التي تتحرّى مجتمعة الحدود بين الصوت والكلام؛ الترجمة والشهادة؛ التمثيل والتقمص، بالإضافة إلى قوة الصوت والصورة للعمل في أدوار ريادية مشتركة أثناء الإدلاء بشهادة أمام العلن، قد تشكل حكمة ناشزة مفتوحة أمام التقصي.

لورنس أبو حمدان: "أصوات مرئية" من تقييم عمر خليف، قيم أول ومدير المقتنيات في مؤسسة الشارقة للفنون.