ليندسي سيرس: لا مكان أقل من الآن 3 [الطبق الطائر]

نظرة عامة

"لا مكان أقل من الآن" عمل متعدد الحلقات يتناول الإرث القاتم الذي خلفه الاستعمار البريطاني ورحلة ليندسي سيرس في التاريخ بحثاً عن الحقيقة. يُعرض العمل على حلقات ويُنبى من الناحية النظرية على فلسفة هنري برغسون حول الذاكرة، حيث تعتمد سيرس على أفكاره حول "الحدس كممارسة" لتصوير الأفلام بأسلوب محدد مكوّن من فرضيات برغسون الثلاثة الأساسية حول طرح الأسئلة الإبداعية الصحيحة، ويقوم على إعادة التمثيل والاستحضار الهادفين إلى كشف العلاقة النوعية بين الأشياء. تنشأ هذه الروابط التي قد تكون مفاهيمية أو تاريخية أو بصرية أثناء سفرها إلى مواقع ذات صلة، بحيث يكون للعمل التركيبي الناتج الكثير من التيارات السردية ومجموعة من صور الزمن المضغوط بماضيه وحاضره ومستقبله.

أما عرض العمل في الشارقة والمعنون "لا مكان أقل من الآن 3"[الطبق الطائر] فيختلف جذرياً عن الحلقات السابقة من حيث إقامته ضمن مبنى يتبع أسلوب غوغي المعماري المستقبلي الذي يعود إلى منتصف السبعينيات، والذي كان بجانب إحدى الثكنات العسكرية البريطانية وأصبح ضمن مباني مؤسسة الشارقة للفنون عام 2015، ويستمد اسمه "الطبق الطائر" من شكله. وبالاعتماد على تقرير نشرته أسبوعية "غلف ميرور" الصادر عام 1978 حول طبق طائر يحلّق في سماء دبي، تستخدم سيرس في هذا العمل العناصر المعمارية للمبنى لتروي قصة هبوط سائح فضائي وافتتانه بالقوى التي تدفع البشر للتحرك استجابة لنبضة، أو إيقاع. يحاول الفضائي استيعاب الحياة على الأرض مستعيناً بعلم الهندسة والإيماءات والحركات. ويراودنا طيلة الوقت سؤال حول قدرتنا على إيجاد طريقة نتجاوز بها اللغة إلى فكرة عميقة ودقيقة تسمو على التنميط الثقافي والبيولوجي، وتعيد ترتيب الزمن بشكل غير خطي، بحيث يصبح الحاضر راسخاً ومستقلاً عما يحدده الماضي والمستقبل.

عُرض "لا مكان أقل من الآن" أولاً عام 2012 في مبنى تين تابرناكل، كيلبورن في لندن من مؤسسة أرتانغيل، وهي مؤسسة فنية غير ربحية في لندن تشتهر بتكليفاتها للفنانين المغامرين، وعرض أعمالها في مواقع غير اعتيادية داخل المملكة المتحدة وخارجها. عُرضت النسخة الثانية من "لا مكان أقل من الآن"2 عام 2014 في متحف الفن القديم والحديث كجزء من معرض مشترك بعنوان "الملكة الحمراء". أُنتج "لا مكان أقل من الآن" بتكليف من مؤسسة أرتانغيل، المملكة المتحدة؛ ومؤسسة الشارقة للفنون؛ ومتحف الفن القديم والحديث، هوبرت، أستراليا.