نظرة عامة

تعلّم عمر خيري الفن والكتابة بنفسه، ويشتهر بأعماله دقيقة التفاصيل بالحبر الأسود على خشب وورق من لون واحد، وهو الأسلوب الذي طوره في أواخر السبعينيات والثمانينيات، مستمداً إلهامه من مجموعة صور لمشاهد من الشارع السوداني، حيث شكّل رسمه البورتريه والكاريكاتير لأصدقائه وزملائه مصدر متعة شخصية.
عانى خيري في عام 1963من صدمة عصبية جراه وفاة والدته، وسافر إلى القاهرة لتلقي العلاج النفسي لأشهر عديدة. وبعد عودته إلى السودان بحالة مستقرة إنما هشة، ألّف كتاب "سيرة سكنكوكور" (1972)، وهو نص يتحدث عن رجل إنجليزي من نسج خياله يدعى جورج إدوارد سكنكوكور. يتناول الكتاب ذكريات سكنكوكور في طفولته وشبابه بالتفصيل. وبعد نشر الكتاب، لم يكن واضحاً فيما لو كان خيري قد بدأ يظن نفسه شخصين هما جورج إدوارد سكنكوكور وعمر خيري، ولكن منذ تلك اللحظة، أصبح يوقّع أعماله بأحد الاسمين بصورة تبادلية.
خرج خيري في السبعينيات من عزلته وأنتج أعمالاً فنية، إلا أنها لم تحظَ بالشهرة والاعتراف إلا في الثمانينيات. يحتضن معرض "أعمال مبعثرة" أربعة أعمال أنتجها الفنان في الثمانينيات، بوصفه أحد رواد "سودنة" الممارسة الفنية الحديثة. تستعرض لوحات الحبر على ورق إحساس خيري بتكوينه بالإضافة إلى غريزته المنطقية التي ستظل غامضة إلى الأبد.

مواضع ذات صلة