نظرة عامة

ركّزت تجربة بربارة كاستن المفاهيمية على مدار ما يقارب خمسة عقود، على التصوير الفوتوغرافي واستكشاف طبيعة التلقي، وغالباً ما تتجسد تجربتها من خلال التفاعل بين فضاءات ثنائية أو ثلاثية الأبعاد. تعرض الفنانة من خلال الاستخدام المدروس بعناية للمرايا والضوء، موادها وتعمل على التلاعب بتجربة الشكل والظلال والألوان والأشكال والعمق والمقادير داخل تراكيبها. وعندما تلتقط آلة التصوير الطريقة التي رتبت فيها الفنانة موادها، يتم تحويل الشكل إلى شكلٍ مسطّح، ودمج السطح بالعمق، وتتذبذب المواد بين الشكل والتجريد، وتختلط الأبعاد المكانية.

تقدم كاستن في بينالي الشارقة 14 مجموعة مختارة من الصور التي التقطتها بين عامي 1974 و 2017، والتي تبرز شغفها واسع الطيف بالتصوير الفوتوغرافي عبر استخدام أشكال متنوعة. ويشتمل العرض على 12 عملاً ومن بينها" لوحة فوتوغرافية بلا عنوان 22/77 " (1977)، التي تعد صورة فوتوغرافية تمتد على طول ثلاثة ألواح بحجم الكائن البشري، وتستحضر إلى الأذهان شكل شاشة داخلية. وتعمل الفواصل الموجودة بين ثلاثة مستويات منفصلة للصورة التي تشكل عملياً العمل الفني في فضاء ثلاثي الأبعاد في التكوين. كما تعرض بربارة خمسة أعمال فنية من مجموعتها التي تحمل عنوان "بُنى" (1979- 1984)، المتميزة بألوانها السائلة المكثفة. وتعكس هذه الأعمال تعمّق الفنانة بعلم الهندسة آخذة بعين الاعتبار علاقة التصوير الفوتوغرافي بالهندسة المعمارية والتصميم الحداثيين، إضافة إلى مساهماتها في استكشاف تجربة المكان. وتسهم أعمال على غرار "الموقع المعماري 1" و "يونيو 10" و "1986" (1968) في توضيح تلاعبها بالعمق المكاني في التراتيب الإنشائية الذي يلجم المزايا الانعكاسية للمرايا. تتيح النظرة الإجمالية على كافة أعمالها التماثلية التعرف على تجربة التصوير الفوتوغرافي التي تشهد انعطافاً في مسارها بفعل هواجس العديد من الميادين الفنية الأخرى مثل النحت والرسم والتركيب والمسرح والهندسة المعمارية والتي يتردد صداها من خلال التجارب الحالية لصناعة الصورة وتوسيع المكان "الحقيقي" تحت تأثير العالم الرقمي.

مواضيع ذات صلة