

إفادة الفنان
يعالج عمل "مطوق" التاريخ المذهل لنصب تذكاري يقع في قلب الجزائر العاصمة. وإذ تم الانتهاء منه عام ١٩٢٨، أجازت السلطات الفرنسية النصب التذكاري الذي عرف باسم نصب للموتى لبول لاندوفسكي تخليداً لذكرى الجنود الفرنسيين والعرب الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الأولى. وفي أواخر السبعينيات، عين محافظ الجزائر العاصمة محمد اسياخم أحد مؤسسي حركة الفن الحديث بالجزائر، من أجل إخفاء هذا الجزء المتبقي من آثار الاستعمار. وإذ لم يشأ للنصب أن يزال أو يدمر، قرر الفنان أن يطمره داخل تابوت حجري.
أرى أن هذا "النصب المزدوج" إشارة ضمنية مثالية للعلاقة الجزائرية الفرنسية المعقدة والمشوبة بالتوتر. بتصريح من اسياخم، أصدرت الحكومة الجزائرية بياناً رسمياً واضحاً حيال إعادة إقرار الحرية والهوية. واستخدمت الحكومة أراضي المدينة كمنتدى سياسي للتعبير عن المشروع الاجتماعي-السياسي للجمهورية الجزائرية الوليدة. وقد مثل النصب الجديد تنحية الرموز الضرورية لمواجهة الإرث الاستعماري.
خلال الصيف المنصرم، وأثناء الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، بدا أن ثمة شق في التابوت الحجري، وبدأ ينهار. ومنذ ذاك الحين، بدأ نقاش حول الفريق الذي يود الاحتفاظ بالتابوت الخارجي والفريق الذي يود إزالته مع الاحتفاظ بالنصب الأصلي بكل ما يحمله من مضامين مؤرقة.
وباعتباري عضواً من الجيل الثالث من الفنانين الذين تعاملوا مع هذ النصب التذكاري، استقر رأيي على إقامة حوار بين الفنانين. اضطر اسياخم إلى تغطية النصب الأصلي، لكنه ترك لنا خيار – أو لعله ترك لنا مسؤولية – قبوله أو رفضه. وبالتفكير في تلك اللمحة، عمدت إلى تسليط الضوء على تفاصيل غير مرئية خالقة لروابط، حيث لم يكن يوجد سوى آثار واهية.
ولقد أتاحت عائلة اسياخم مواداً أرشيفية من أرشيفها في الجزائر العاصمة. في القسم الخاص بلاندوفسكي ومتحف الثلاثين في بولون-بيلانكورت، فرنسا.
2013
شارك هذا المشروع في بينالي الشارقة 11
مواد أرشيفية
ولقد أتاحت عائلة اسياخم مواداً أرشيفية من أرشيفها في الجزائر العاصمة. في القسم الخاص بلاندوفسكي ومتحف الثلاثين في بولون-بيلانكورت، فرنسا.
صورة للعمل الفني
مطوق
أمينة منيا
2012-مستمر
بطاقات تذكارية، وعملة، وورقة مالية، وطابع ووثائق
صور، خطط، مقابلة شخصية مصورة بالفيديو (ألوان وصوت)
8 دقائق، 52 ثانية
لقطة للعمل التركيبي
شارك في الإنتاج كلية هايبيريان الملكية، دبلن، ايرلندا،
ومؤسسة الشارقة للفنون
تعرض الصورة بإذن من الفنان

مواضيع ذات صلة

أمينة منيا
وسعت الفنانة بحثها من التراث باتجاه القضايا السياسية المعاصرة، ولاسيما مسألة ما بعد الاستعمار.

بينالي الشارقة 11 ولقاء مارس 2013: نحو خارطة ثقافية جديدة
تتبنى هذه المطبوعة المفهوم الذي استخدمته يوكو هاسيجاوا لتقييم "بينالي الشارقة 11: نهوض – نحو خارطة ثقافية جديدة" ولقاء مارس 2013.