إفادة الفنان

خطرت لي فكرة هذا العمل خلال زيارة لي لصحراء الشارقة. رأيت سراباً لم أفهمه – لا أعرف ما إذا كان بشراً يضع نوعاً من الخمار، أم بناء هندسياً تقع في وسطه قبة.

في وقت لاحق من تلك الليلة رأيت حلماً. كنت في الصحراء، وكان المكان كله محاطاً بالرمال. كان الوقت ليلاً، ورأيت نجمة زهرية اللون تغدو أكثر فأكثر إشعاعاً، حتى أشرق النهار، وأدركت أن النجمة ليست إلا شخصاً، أحسب أنها امرأة، تهبط من السماء. حطّت المرأة على قدميها في الصحراء، ثم بدأت الرمال بابتلاعها ببطء، حتى لامس قلبها الأرض. كنت روحاً فحسب، لم يكن لي جسد، لا عينان ولا أنف، أما هي فكانت عيناها جميلتان ثاقبتان، وفجأة رمشت ثم اختفت، مثل هبوب الريح، ولم تخلف وراءها سوى شبكة شفافة، وكأنها ما زالت تغطي رأسها وكتفيها. بدأت بالتحرك، متدحرجاً كحجر، مقترباً شيئاً فشيئاُ من ذلك الشكل. لأجد في وسط القبة شيئاً معلقاً كأثر وردة، تنهال منه المياه بصورة مستمرة، منشئة بركة في الصحراء. وفجأة برزت بيضة من الجليد من شفتي الوردة، ثم سقطت في البركة. وبعدها بثلاث عشرة ساعة برزت عشبة لم أرها من قبل، ثم بدأت تبرز من الأرض أنواع أخرى من الخضار: شجرة هنا، وأيكة هناك... غابات، فواكه، زهور، ولاحقاً، برز بعض الحيوانات؛ حيوانات صغيرة، ثم أكبر منها، من طيور وثدييات وحشرات. وبعد صمت الرمال الشاسعة، بدأ المشهد يضجّ بالألوان والأصوات. وقبل الغروب لامسني العشب الحيّ، أقصد لامس روحي، وفجأة بات لي جسد، وشعر بني مشعب، وعينان بنيتان. لطالما شعرت أنني رجل، ولكن حتى تلك اللحظة لم يكن لي جسد ولا حواس. لم أفهم ماهية الجسد، وكيف يمكن أن تكون الحياة رائعة إلى هذا الحد. ومثل جميع الحيوانات بدأت بالجري في المكان. وكان هناك الكثير من البحيرات الصغيرة، وكان من الرائع تذوق طعم مياهها. باتت البركة كبيرة جداً الآن حتى إنني لم أعد أرى ضفافها، وكانت مليئة بالأعشاب البحرية، وشقائق النعمان والأسماك. وجعلني انعكاس الشمس على المياه أقفز إليها، واكتشفت أنه على عكس البحيرات الأخرى، كانت هذه البحيرة مالحة. وحين عدت رأيت امرأة لها أظافر زرق تنظر إليّ. وقبل أن أتمكن من التكلم إليها أفقت: "عمت صباحاً يا سيدي، لقد وصلنا. يرجى أن تبقي مقعدك منتصباً وأن تضع حزام الأمان".


2013

شارك هذا المشروع في بينالي الشارقة 11

بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون

Project Images

بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا

إرنستو نيتو
2013

نسيج بحبال البوليستر، الجليد، الحجارة، البلايوود، العشب،
الفايبرغلاس، المياه، الطين، الخشب ،الطفال الرملي
486 × 1,028.6 × 1,038 سم
لقطة للعمل التركيبي
بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون

عرض جميع الصور
بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا Image

بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا

إرنستو نيتو
2013

نسيج بحبال البوليستر، الجليد، الحجارة، البلايوود، العشب،
الفايبرغلاس، المياه، الطين، الخشب ،الطفال الرملي
486 × 1,028.6 × 1,038 سم
لقطة مفصلة
بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون

بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا Image

بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا

إرنستو نيتو
2013

نسيج بحبال البوليستر، الجليد، الحجارة، البلايوود، العشب،
الفايبرغلاس، المياه، الطين، الخشب ،الطفال الرملي
486 × 1,028.6 × 1,038 سم
لقطة للعمل التركيبي
بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون

بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا Image

بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا

إرنستو نيتو
2013

نسيج بحبال البوليستر، الجليد، الحجارة، البلايوود، العشب،
الفايبرغلاس، المياه، الطين، الخشب ،الطفال الرملي
486 × 1,028.6 × 1,038 سم
لقطة للعمل التركيبي
بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون

إغلاق الصور
بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا Image

مواد ذات صلة

بينما الثقافة تفصلنا، الطبيعة توحّدنا

إرنستو نيتو

يستلهم نيتو رسوماته من الأعمال التجريدية الحداثية والتزيينية لألكسندر كالدر وقنسطنطين برانوزي.