نظرة عامة

عاين عباس أكافان في أعماله السابقة فكرة ترويض الطبيعة، وانعكاس ذلك على الحدائق والمتنزهات، بوصفها امتداداً لما ينطوي عليه التقدّم من نزعة استيطانية استعمارية، يتجلى عبر التوسع في البيئة العمرانية. ومن خلال الأعمال الثلاثة التي يشارك فيها أكافان في بينالي الشارقة 13، يسدد انتباهنا إلى السماء – وهو الاتجاه بالمستقبلية – مستكشفاً سياقي زمان ومكان محددين، من خلال التعاطي مع المنظور والعرض الجويين.

وتزامناً مع عمله الآخر "تنويعات على حديقة" (2017)، يستكشف أكافان البعدين الشعري والسياسي عبر عملين آخرين في ساحة المريجة. يُعرض عمله "المظروف" (2017) في ساحة آل حمدان بن موسى، وهو منطاد لم يعد مستخدماً، يملأه الهواء بين حين وآخر. يستقي العمل اسمه من قصاصات النايلون والبوليستر المحكمة المستخدمة في المنطاد – وهو القادر على الارتفاع لأكثر من عشرين ألف متراً – والذي نراه يتراوح بين الصعود والهبوط – موحياً برؤية تاريخية طويلة للحضارة، وكذلك لدورة التنفس.

أما "أطفال وقطط وكلب واحد" (2017)، فهو نص مثبت على سطح رواق 1 ولا يمكن قراءته إلا من ارتفاع تحليق الطائرات والمروحيات، وقد تمّ استلهامه في الأصل من أسلوب الرسائل الذي لجأ إليه الناجون من إعصار كاترينا للفت انتباه وحدات الإنقاذ الجوي. وتلفت رؤية العمل من الأجواء الانتباه إلى الأرض، والمفاهيم المدمرة للتنمية التي تتهدد وجودنا على الكوكب، وكذلك قدرتنا على السفر داخله نحو ما يتخطاه، ليأتي كل ذلك في إطار نقدي لمعدلات التوسع والاستهلاك المهلكة التي تسود بقاعاً كثيرة من العالم.

شارك هذا العمل في بينالي الشارقة 13.

صورة للعمل الفني

المظروف

عباس أكافان
2017

المظروف Image

مواضيع ذات صلة

المظروف

عباس أكافان

تشتمل أعمال الفنان عباس أكافان على اللوحات والأعمال التركيبية ذات المواقع المحددة، هذا عدا الفيديوهات، والمنحوتات، وعروض الأداء.