إفادة الفنان
تشكل القوارب شكلاً من الحرية، فهي وسيلة للنقل، ووسيط لما يمكن أن يكون حراً. قبل أربع سنوات كنا منصرفين إلى أمر القوارب والصيادين في الشارقة، والذين ينحدر معظمهم من سواحل غواجارات في الهند، ومن جنوب إيران وباكستان. وقد جاؤوا إلى الشارقة ودبي منذ وجود الموانئ في هاتين الإمارتين. ونتج عن بحثنا عملان "وارفايج"، و"راديو الميناء"، عام ٢٠٠٩، وعرضا في "بينالي الشارقة" في ذلك العام. الآن، في ٢٠١٣، تقف هذه القوارب على الطرف الآخر من خور دبي، ويسع السكان مشاهدتها، لكنهم ما عادوا، ربما، يفهمونها على النحو السابق نفسه.
ثمة فروقات كبيرة بين المدن البحرية في غواجارات وإيران والإمارات والصومال. وتلك الفروقات تتباين مع الفكرة الشائعة عن أن التجارة تحمل الثقافات والغات عبر المحيطات، وتنتج نوعاً من الأماكن المتشابهة أو المألوفة. بالنسبة إلينا كانت تلك اللقاءات مع الصيادين أكثر تعدداً وتنوعاً من ذلك. فبوسع قارب بسيط (أو حتى باذخ) بناه عدد قليل من الناس في غواجارات الساحلية يمكنه اجتياز أو ملامسة عدد كبير من الأيديولوجيات والرياح والقراصنة والأساطيل، والكنوز والمخاوف والرغبات، وأشكال الضجر واللعب.
في أواخر ١٩٩٩ ولد قارب "صابر بيا" (الصابر"، وقد سمي على اسم قديس من كاليار، الهند)، ولد في ما يسمى بالهندية "غودي" أو "الحضن"، (كما حضن الأم، لكنه يعني أيضاً الرصيف الجاف)، بجوار الطريق الرئيس في "جام سالايا"، في غواجارات. وقد قام ١٢ بحارة ببناء القارب. وفي مارس ٢٠٠٢ قام القارب بأولى رحلاته حاملاً شحنة من السكر، إلا أنه كان لا يزال بلا محرك، إذ سيتم تركيب المحرك في دبي. وكانت رحلة المركب الأولى بعد تركيب المحرك من الشارقة إلى الصومال في العام نفسه حيث حمل "الزكاة" من الكويت: تجهيزات طبية، أكوام من الملابس المستعملة وزيت الطهي والمعكرونة. وتم تفريغ معظم هذه الشحنة في المعان في جنوب الصومال، حيث رسا في شاطئ بلا ميناء. وعاد القارب إلى بوساوا في بونتلاند، في الصومال، ومن هناك حمل شحنة من الحملان إلى ميناء دبي. مثل هذه الرحلات، بوجود نعامة هنا، وسيارة ليموزين هناك، أصبح إيقاع هذا القارب، الذي لا يتحطم إلا برياح المونسون في الهند. وفي نوفمبر ٢٠٠٩، اشتعلت النيران بالقارب في خور دبي، وغرق وكاد يدمر بالكامل. وقد تمّ جره ثانية إلى غواجارات وقد تحول كتلة من الحطب. واليوم ثمة قارب آخر، ليس بعيداً من مسقط رأس القارب الأول. وفي العام المقبل سوف يبحر القارب ثانية، لكنه سيكون أطول، وأعلى بقدمين.
اطلعنا على مسار رحلات المركب من سجلات الميناء الرسمية، ولكن أيضاً من خلال القصص. وهذا العمل الجديد في بينالي الشارقة ١١ مستمد من سنوات من الحوارات والصداقة وتبادل أشرطة الفيديو مع البحارة. ومن خلال وسيط الفيديو لا تبدو القصص المتعددة والتجارب المختلفة في البحر والبرّ، مترابطة مع بعضها البعض، لكنها تشكل في النهاية قصة واخدة. ومكان عرض الفيلم هو أيضاً موقع لوسيط تواصل إضافي من خلال الفيديو عبر الهاتف والتسجيلات الصوتية التي يتبادلها البحارة والتجار وغيرهم خلال الأشهر الثلاثة التي يستمر العرض خلالها.
2013
شارك هذا المشروع في بينالي الشارقة 11
بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون لبرنامج الإنتاج، 2010
مرئيات
من خليج إلى خليج إلى خليج
كامب
2009—2013
فيديو بالألوان، صوت
80 دقيقة
لقطة للعمل التركيبي
بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون لبرنامج الإنتاج، 2010
مواضيع ذات صلة
بينالي الشارقة 11 ولقاء مارس 2013: نحو خارطة ثقافية جديدة
تتبنى هذه المطبوعة المفهوم الذي استخدمته يوكو هاسيجاوا لتقييم "بينالي الشارقة 11: نهوض – نحو خارطة ثقافية جديدة" ولقاء مارس 2013.