نظرة عامة


يتميز غالباً عمل هرير سركسيان في التصوير الفوتوغرافي والفيديو والنحت بالسكون الذي يتيح التفكير في تاريخ العنف والإقصاء.

يستكشف الفنان في "رحلة الطيران النهائية" (2018-2019)، قصة الطائر "أبو منجل الأصلع الشمالي" المهدد بالانقراض، وهو من سلالة الطيور التي صورت في المخطوطات الهيروغليفية المصرية القديمة التي يعود تاريخها إلى 5200 عام. اعتبر المصريون طائر أبو منجل رمزاً للحكمة، واعتقد المسلمون الأوائل أن الطيور المهاجرة تعمل على إرشاد الحجاج حين يقصدون مكة. رغم إعلان انقراض "أبو منجل" في العام 1989، إلا أنه في العام 2002، تم اكتشاف مستعمرة مكونة من سبعة طيور في الصحراء السورية بالقرب من مدينة تدمر بمساعدة البدو المحليين.

رغم جهود الحفظ المكثفة، فإن الصيد غير القانوني والصعق بالكهرباء بواسطة أسلاك الطاقة على طريق هجرة الطيور جعل الحماية شبه مستحيلة، كما أدى اندلاع الحرب السورية في 2011 إلى تقييد برنامج الحماية بشدة، واختفت الطيور مرة أخرى في الوقت الذي دمرت فيه تدمر عام 2014.

كدليل على حقائق الدمار والاختفاء والهجرة هذه، استخدم سركيسيان تقنيات جديدة وقديمة لإنشاء سبعة تماثيل لجمجمة أبو منجل الأصلع الشمالي. واستناداً إلى عينة أندلسية أعارتها له حديقة حيوانات إسبانية، أنتج سركسيان هذه الأعمال بجهد مضنٍ من خلال تقنية المسح الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة للأصل.

مواضيع ذات صلة