نظرة عامة

من خلال النظر إلى الجسد بوصفه حاملاً للذاكرة الجمعية، يرصد عمل موهاو موديساكنغ الآليات التاريخية للعنف ويخوض غمار التوترات والتناقضات الناجمة عن عدم المساواة والاستغلال والعبودية والتمييز العرقي. وفي صوره الفوتوغرافية المتميزة بأحجامها الكبيرة، وفي أفلامه وأعماله التركيبية وعروض الأداء، يركز موديساكنغ على تاريخ حقبة نظام الفصل العنصري "الأبارتيد" في جنوب أفريقيا ويسلط الضوء على إرثها الحافل بالمظاهرات، و لصراعات اللاحقة الرامية إلى تحرير المعرفة الحالية والمؤسسات القائمة من رزح الاستعمار.

يربط موديساكنغ في المشروع الذي يقدمه خلال بينالي الشارقة 14، بين تجارب التهجير التي يذكرها تاريخ جنوب أفريقيا المليء بالتمييز العرقي، وبين تجارب أفارقة الشتات الذين اكتسبوا رسمياً صفة رقيق. ويعتبر عمله الفني "أرض الزنج" (2019) مسيرةً تحاكي حركات راقصة منظمة وعملاً تركيباً محدد الموقع، وتمت تسمية العمل تيمناً بجزيرة زنجبار أو أزانيا، وهو مصطلح قديم يستخدم لوصف أجزاء متعددة من جنوب شرق إفريقيا. وفي العرض الذي سيشهده يوم الجمعة 8 مارس 2019، تشارك مجموعة مكوّنة من ما يزيد عن اثني عشر راقصاً وراقصة وموسيقياً، يقودهم موديساكنغ، في عرض سيمتد على طول شاطئ كلباء، انطلاقاً من مكان داخل المنطقة الخارجة عن الخدمة في مصنع الثلج في كلباء. وبالنسبة إلى موديساكنغ، فإن حركة الموكب الموازية لساحل خليج سلطنة عُمان، حيث يمتد المحيط الهندي وراءها، تحاكي هجرة وذكريات التأثر التاريخي المتبادل بين شبه الجزيرة العربية والساحل السواحلي، الذي يضم الدول الحديثة موزمبيق وتنزانيا وكينيا والصومال. قبل انطلاق الموكب، وفي فترة التواجد داخل المصنع، يتفاعل المؤدون مع مواد متنوعة تعيد إلى الأذهان التاريخ المادي للساحل السواحلي، والتقاء البحارة والتجار والبضائع مثل العاج والذهب والعبيد الأفارقة. إلى جانب مواد الاستديو والصور الفوتوغرافية والفيديو الذي يوثق حركة المؤدين، حيث تعمل هذه المواد- ومن بينها باب خشبي مزدوج يزدان بالنقوش النحتية، وزورق خشبي، والمجاذيف والأجراس المعدنية الهوائية- على تشكيل عمل موديساكنغ التركيبي. وستتم إعادة عرض جزءٍ من العرض المفتوح في مصنع الثلج في كلباء في مناسبات عديدة خلال فترة البينالي.

مواضيع ذات صلة

أرض الزنج (2019)

موهاو موديساكينغ

عبر التركيز على الاستعارة، والممارسة الشعائرية والجسد الإنساني، تقدّم أعمال موديساكينغ في التصوير الفوتوغرافي، والأفلام، والأعمال التركيبية، وعروض الأداء، شهادة على سيرورة العملية المعقدة للأحداث التاريخية المؤلمة، وتعمل على تكريم التجربة الذاتية.