نظرة عامة

إضافة إلى تمرسها بالرسم والطباعة على الورق، تعمل روهيني ديفاشر في الصوت، والفيديو، والرسومات محددة الموقع. استكشفت ديفاشر مؤخراً أفكاراً عن دواخل الإنسان وقلب الأفكار، وبنية "مناخ" يتطابق مع مشكلة وربطها مع أمرٍ لا يمت لها بصلة لتوضيح التناقض بينهما، وهكذا يبدو المألوف مدهشاً وغريباً.

في عملها التركيبي "أفلاك" (2017)، المشتمل على لوحات وفيديو مكوّن من أربعة أجزاء، تدرس ديفاشر المخيلة والمصادر التي اعتمدت عليها الإنسانية لابتكار أدوات تسهم في دراسة الفضاء الخارجي. كما اختارت قلب النظرة الخارجية رأساً على عقب لإعادة تقييم دورات وبنى هذا العالم. ويضع الفيديو المشاهد داخل أجواء أسطورية، حيث وظفت نصباً تذكارياً يمثل نتوء قشرة الأرض في الماضي ليكون كناية عن الخالق، والبحر يرتفع فوق الرؤوس والشموس الاصطناعية تحاكي ضوء النهار، وتشير استعارات "الوادي" و "صانع الغيم" إلى العوالم المستعصية على الرصد.

ويتم عرض الفيلم على جدار كبير جرى تصميمه خصيصاً من أجل موقع العرض، حيث يتداخل الفيديو مع العلامات المرسومة بطرق لا يمكن التكهن بها. وتستلهم الرسوم من لحظات مستقاة من العلم والأدب عندما كانت الكرة الأرضية ما تزال تعتبر كياناً مستقلاً قائماً بحد ذاته في الفضاء، ومن بين مصادر الإلهام رواية "رحلات استثنائية" للكاتب جول فيرن (1863- 1905)، التي تضج بتساؤلات حول شكل الكوكب ومكوناته، كما استلهمت الفنانة عملها من لوحات ألكسندر فون هومبولت التي رسمها خلال رحلاته الاستكشافية (1799- 1804)، واعتمدت من خلالها على التوثيق البصري للأمكنة وبيئتها الطبيعية. وتشير الصور في اللوحة إلى نظرية "الأرض المجوّفة"، التي تصور أرضاً أخرى في مركز الكوكب، ورؤية هوميروس للأرض القائلة بأن الأرض قرص دائري مسطح، محاطة بتيار محيطي. ومن مصادر الإلهام المهمة أيضاً كتاب "موعد غرامي مع راما" (1973) للمؤلف آرثر سي كلارك، لكونه يدور حول لقاء كارثي بين جسم غير معروف والأرض. كما تضيف ديفاشر مشاهداتها الروحانية الخاصة التي رصدتها خلال رحلتها إلى بركان "ماونت أسو"، الذي يعد أكبر براكين اليابان وأكثرها نشاطاً، حيث عمدت إلى تصوير مشاهدها من داخل حفرة البركان، التي شكلتها فوهته عقب سلسلة من الثورات البركانية التي وقعت قبل 30,000- 90,000 سنة.

مواضيع ذات صلة

أفلاك(2017)

روهيني ديفاشير

تمثل أعمال روهيني ديفاشير الحالية مجموعة من التضاريس "الغريبة" التي تم إنشاؤها بواسطة مراقبة وتسجيل، وسرد، وإعادة تصوّر الأشياء والمساحات.