نظرة عامة

كُلّف المعماريان الحداثيان المعروفان جورج ريّس وجعفر طوقان بتصميم نموذج أولي لرياض الأطفال لتعميمه في جميع أنحاء الإمارات في السبعينيات. ومن عشرات الرياض المبنية، هُدم بعضها واستخدم بعضها الآخر لأغراض مختلفة، بينما أصبحت الروضة الوحيدة التي صممها ريّس وطوقان في كلباء وبنيت عام 1979 مهجورة في الآونة الأخيرة. استحوذت مؤسسة الشارقة للفنون على المبنى عام 2016 لتحويله إلى مركز مجتمعي لتلبية الاحتياجات الثقافية في المدينة، واستضاف منذ ذلك الوقت عمل الفنان محمد بورويسة بعنوان "بليدة- جوينفيل" (2018-2019) وهو أحد الأ‘عمال المشاركة بينالي الشارقة 14، حيث يستحضر الفنان حوارية بين عمارة وتاريخ كلاً من مستشفى الأمراض النفسية في الجزائر والمدرسة في كلباء.

يناقش هذا المقال الخصائص المعمارية الشائكة لروضة الأطفال في كلباء، والتي تمخضت عن السياقات الجغرافية والبيئية والثقافية المرتبطة بتلبية احتياجات الطلبة الصغار.

ملخص

جلب اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من مشاريع التطوير العملاقة للأمة الوليدة، وكان على رأس الأولويات تشجيع المواطنين الإماراتيين على التعلم بغية قيادة دفة الدولة نحو مستقبل مشرق، حيث كلفت الحكومة تصميم نموذج أولي موحد لرياض الأطفال والمدارس في جميع أنحاء الإمارات. تألف التصميم الأولي لروضة الأطفال من 8 قاعات صفية، إلا أن الحاجة برزت إلى تصميم جديد لاستيعاب الزيادة الهائلة في أعداد الطلاب الملتحقين بالمدارس.

وفي عام 1974، كُلفت إحدى الشركات المعمارية في بيروت لتصميم النموذج الأولي للروضة، تحت إشراف المعماريان العربيان الحداثيان جورج ريّس وجعفر طوقان. وفرت روضة الأطفال المكونة من 12 قاعة صفية والقادرة على استيعاب 365 طالباً، بيئة حاضنة للطلاب ضمن نمط تجميعي، وحافظت على التوازن بين المساحات المخصصة للتعلم ومناطق التجمع والمواقع الداخلية والخارجية ضمن كل قاعة صفية. جاء التصميم متوافقاً مع السياقات الجغرافية والبيئية والثقافية بلمسة عصرية، مع الحفاظ على الكفاءة والاستدامة والانسيابية، في حين تضمن السطح الهرمي المميز برجاً للرياح لتوفير التهوية والتبريد، على غرار نظام البراجيل التقليدية.

بُنيت عشرات رياض الأطفال بنفس هذا النموذج في جميع أنحاء الدولة، إلا أن بعضها هُدم وبعضها الأخر جرى استخدامه لأغراض مختلفة. تربو روضة كلباء على مساحة واسعة وتطل على خليج عمان من أمامها وجبال الحجر من خلفها، وبقيت الروضة الوحيدة في المدينة لسنوات طويلة، إلا أنها هُجرت بعد تنفيذ التصميم الجديد لروضة الأطفال. الروضة الآن في حالة منسية، إلا أن مؤسسة الشارقة للفنون قد استحوذت على الموقع وستعيد استخدامه كمركز مجتمعي لخدمة سكان المدينة.

استضافت الروضة منذ استحواذ المؤسسة عليها عمل الفنان محمد بورويسة بعنوان "بليدة- جوينفيل" (2018-2019)، وهو أحد الأ‘عمال المشاركة بينالي الشارقة 14، حيث يستحضر الفنان حوارية بين عمارة وتاريخ كلاً من مستشفى للأمراض النفسية في الجزائر والمدرسة في كلباء. وعلى هامش التحضير لعمل بورويسة، أقيمت ورشة رسم ولوّن المشاركون فيها على الجدران الداخلية للروضة صوراً لحديقة افتراضية تربط المدرسة بمريض في المستشفى الجزائي اعتمد البستنة كشكل من أشكال العلاج.

لتحميل المقال، الرجاء الضغط هنا.