ينطلق برنامج الخريف مع معرض «زمن متضافر/ مياه عميقة» للفنانتين لبينا حميد وماجدة ستاوارسكا، والذي يقام في ساحة المريجة، في الفترة بين 29 أكتوبر 2023 و28 يناير 2024، ويقيّمه عمر خليف مدير المقتنيات في امؤسسة الشارقة للفنون.

تتخذ الفنانة لبينا حميد، من ساحات وأروقة المباني الفنية في ساحة المريجة فضاءً لعرض أعمالها، متّخذة من معرضها الأول في المنطقة، معبراً نحو تطوير أعمال متنوعة ممتدة لسنوات عديدة، وذلك في سياق متأسس على المشهد العمراني والصوتي لإمارة الشارقة، بالتوازي مع ما تستحضره المدينة من مشاعر مرتبطة بكونها مجاورة للبحر. ثمة، في قلب المعرض، عرض متخيل يحمل عنوان "زنجبار" (1998-2023)، وهي سلسلة من اللوحات داخل عمل تركيبي صوتي متفرد أنشأته حميد بالتعاون مع ماجدة ستاوارسكا، حيث تعيد الفنانة صياغة رحلات العودة الموازية للعمر، على شكل لقاء حسي مع الزوار المدعوين للاستماع والتجوال، بغية اختبار ذاكرة تتكشف أمامهم.

تستضيف ساحة المريجة أيضاً العرض الأكبر لأعمال الفنان والرسام الجنوب إفريقي غافين غانتغيس، عبر معرض استعادي يشمل أكثر من خمسة عقود من ممارسته الفنية، منذ السبعينيات وحتى يومنا هذا، بما في ذلك مجموعة جديدة من الأعمال التي أنتجها خلال إقامته في الشارقة في عام 2022، حيث يتتبع المعرض عبر أكثر من 100 مطبوعة ولوحة بالإضافة إلى المواد الأرشيفية، سعي غانتغيس لاستكشاف الشكل الفني والجمالي، غير المقيد بالنظرة المركزية الأوروبية وأدوارها المحددة.

تنظم المؤسسة هذا المعرض بالتعاون مع معهد إفريقيا في الشارقة في الفترة بين 18 نوفمبر 2023 و10 مارس 2024، وهو من تقييم صلاح حسن رئيس معهد إفريقيا، وبرفيسور في جامعة كورنيل.

كما تتعاون المؤسسة مع مجموعة من المؤسسات الفنية عالمية لتنظيم معرضين في المملكة المتحدة وفرنسا، بداية مع معرض "مدرسة الدار البيضاء: منصات وأنماط الحركة الطليعية لمرحلة ما بعد الاستعمار 1962-1987" وهو من تنظيم متحف تيت سانت ايفيس ومؤسسة الشارقة للفنون، ومن تقييم مراد منتزامي ومادلين دي كولنيت من "زمان للنشر والتقييم" بالتعاون مع آن بارلو، مديرة متحف تيت سانت ايفيس، وجايلز جاكسون، قيّم مساعد في متحف تيت سانت ايفيس، ومساهمة الباحثتين المساعدتين فاطمة الزهراء لكريسا ومود هسيس.
يضم المعرض أعمال أكثر من 20 فناناً من المغرب، بما في ذلك اللوحات التجريدية والجداريات الحضرية، والمشغولات اليدوية، والأنماط الطبولوجية، وأعمال الغيرافيك والسيراميك، فضلاً عن أرشيفات مطبوعة ودوريات كلاسيكية وصور قديمة قلّما عُرضت، تمثل في مجملها نهج مدرسة الدار البيضاء المغاير جذرياً، والتي اقترحت ثقافة بصرية جريئة جديدة عقب استقلال المغرب عام 1956. وعلى مدار العقود القليلة اللاحقة، دأب الفنانون المرتبطون بالمدرسة، والعاملون في وسائط الرسم والنحت والغرافيك والجداريات المعمارية وغيرها، على تعزيز حضور الفن في الأماكن العامة وترويجه بين الجمهور كتجربة مشتركة.

يستمر المعرض في متحف تيت سانت ايفيس لغاية 14 يناير 2024، ثم يقام في الشارقة في شهر فبراير 2024، بالتعاون مع متحف الشارقة للفنون وتقييم حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون.

أما المعرض الثاني فتنظمه المؤسس بالتعاون مع مؤسسة كاديست للفن المعاصر في باريس في الفترة 5 أكتوبر 2023 و4 فبراير 2024، وهو من تقييم حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون.
يتأسس هذا المعرض على عمل الفنانة فرح القاسمي الذي قدمته في بينالي الشارقة 15، وسيجمع أعمالاً من مقتنيات المؤسستين سعياً لاستكشاف مفاهيم التاريخ والاستعمار ورسم الخرائط.


هذا ويتضمن برنامج الخريف مجموعة من المعارض والمبادرات التي تنظمها المؤسسة سنوياً، كمعرض التصوير الفوتوغرافي «وجهة نظر» في نسخته الحادية عشرة التي تقام في الفترة من 14 أكتوبر 2023 إلى 14 يناير 2024 في الديوان الأميري القديم في الحمرية.
يشارك في هذه النسخة أربعة فنانين ومجموعة فنية واحدة، تتحدى أعمالهم المفاهيم المكرسة في ممارسات التصوير الفوتوغرافي، وتُعرض عبر نموذجين: العروض التقديمية المستقلة لاشتغالاتهم الفردية، وفضاء سردي موحد يجمع ممارساتهم المشتركة، كما يصاحب المعرض برنامجٌ إرشاديٌ احترافي يجمع الفنانين مع ممارسين ثقافيين أو متخصصين في صناعة الصورة بناء على اختياراتهم.

والنسخة السادسة من منصة الشارقة للأفلام التي تقام في الفترة بين 8 و17 ديسمبر 2023، وتهدف لدعم المشهد الفني السينمائي المزدهر في الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، من خلال توفير منصة مهمة لصانعي الأفلام البارزين والناشئين، والمنتجين، والنقاد، والطلاب، على حد سواء، إذ تشتمل المنصة على ثلاثة مكونات رئيسة هي: جوائز وبرنامج الأفلام المقيّمة، والبرنامج العام للجلسات وورش العمل وفعاليات خاصة بالصناعة السينمائية، بما في ذلك الملتقى التشاركي، بالإضافة إلى العروض الأولى للأفلام الفائزة بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة.

بالإضافة لمعرض الكتاب الفني السنوي «نقطة لقاء» الذي يقام بين 24 و26 نوفمبر 2023، ويسلط الضوء على مجموعة مختارة من المطبوعات بما يشمل المنشورات الفنية وإنتاجات الناشرين المستقلين والمشاريع الثقافية غير الربحية التي يلتزم أصحابها بممارسات نوعية وتجريبية تسعى إلى توسيع نطاق وسيط النشر وحضوره. يُنظم «نقطة لقاء» في بيت عبيد الشامسي التراثي، ويتضمن ورشاً وجلسات حوارية وأمسيات موسيقية وإطلاق وتوقيع كتب جديدة، كما يسلط الضوء على الناشرين في دولة الإمارات، ويتيح مساحة تشاركية لتبادل المعرفة والأفكار البناءة.

عن مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.