نظرة عامة

تقيم مؤسسة الشارقة للفنون ومعهد دراسات الحداثة المقارنة (جامعة كورنيل) مؤتمراً دولياً بعنوان "الحداثة وصناعة الهوية في السودان: استعادة حقبة الستينيات والسبعينيات". ويعقد المؤتمر في الفترة من 10-12 أبريل 2015، بإمارة الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، في معهد الشارقة للفنون المسرحية. وقد تم اختيار توقيت هذا المؤتمر بحيث يسبق معرضاً جامعاً للفن السوداني الحديث سيقام في نوفمبر 2016 بعنوان "مدرسة الخرطوم: صناعة حركة الفن الحديث في السودان". ويقوم على أمر تنسيق هذا المؤتمر سمو الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، والبروفيسور صلاح محمد حسن (جامعة كورنيل).

ويوفر هذا المؤتمر، الذي نظمته مؤسسة الشارقة للفنون، الفرصة للمشاركين لزيارة بينالي الشارقة 12، والذي يتم افتتاحه في 5 مارس، وتستمر فعالياته حتى 5 يونيو 2015.
ويستمر انعقاد المؤتمر لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 10 أبريل 2015 حتى مساء يوم الأحد الموافق 12 أبريل 2015.

كما يتوقع أن يشارك المدعوون بتقديم أوراق تتميز بالجدة والأصالة. ذلك أن الهدف من هذا المؤتمر هو توفير منصة لمجموعة المشاركين من العلماء ونقاد الأدب والفن والمشتغلين بالفن السينمائي والشعراء والكتاب المسرحيين والروائيين والفنانين، لتوثيق وتقديم قراءات نقدية حول تشكل الحداثة في السودان، بالتلازم مع قضية الهوية كموضوع ظل مثار نقاش دائم طوال مراحل التاريخ الثقافي والسياسي السوداني.

من المؤمل أن يتيح المؤتمر الفرصة لبحث ودراسة حركة الحداثة في السودان بأبعادها التاريخية والاجتماعية والثقافية والأدبية والفنية. ويركز المؤتمر على إضاءة حقبة الستينيات والسبعينيات باعتبارها حقبة محورية شهدت صعود العديد من الحركات الحداثية التي شكلت انعطافات جذرية في المشهد الأدبي والفني، أفرزت زخماً هائلاً من الأنشطة في كافة مجالات الإنتاج الثقافي والفني – من الأدب والموسيقى والمسرح إلى الفنون البصرية والأدائية. وتبرز هنا مدرستان كانتا الأقوى حضوراً في ذلك المشهد: مدرسة الخرطوم في ساحة الفنون البصرية، ومدرسة (الغابة والصحراء) على الصعيد الأدبي، وهي حركة تأثر بها العديد من فناني مدرسة الخرطوم (الذين سيتم عرض نماذج من إنتاجهم). يبرز هنا أيضاً سؤال الهوية في السودان كسؤال مركزي في نقاش الحداثة، ونستدعي هنا مقولة الراحل بروفيسور المزروعي فيما أسماه "التهميش المتعدد" في السودان كأمة متنوعة تقف على مفترق الطرق بين أفريقيا والعالم العربي/الإسلامي، ورغم ذلك فإنها تظل على هامش كلتا الثقافتين.

وعلى الرغم من أهمية حقبة الستينيات والسبعينيات في تشكيل بعدي الحداثة والهوية في السودان فإنها وللمفارقة ظلت تعاني من شح الدراسات والمباحث العلمية التي ترصد وتستقصي تلك الفترة المهمة المنتجة. فباستثناء عدد قليل من الكتب والمقالات والمذكرات المنشورة فإن هذه الفترة قد ظلت وإلى حد كبير تعاني الإهمال في أوساط الدراسات الأكاديمية والأدبية السودانية. وذلك تحديداً ما يضفي على هذا المؤتمر وما يتوقع أن يصدر عنه من منشورات، قدراً كبيراً من الأهمية باعتباره ضرورة ملحة وحدثاً ينعقد في توقيت مثالي.

يستضيف المؤتمر مجموعة من الشخصيات البارزة التي أسهمت في تشكيل المشهد الأدبي والفني لتلك الحقبة، جنباً إلى جنب مع الأجيال الشابة من العلماء والفنانين والنقاد الأدبيين والفنيين، بغية توفير منصة للتوثيق والبحث والرصد النقدي الرصين لتلك الفترة الهامة. وبعد انتهاء مداولات المؤتمر سيتم نشر كتاب يتضمن مقالات للمشاركين وهم من خلفيات متعددة متباينة. كما يتضمن الكتاب مقدمة شاملة توفر خلفية تاريخية وقراءة نقدية للحركات الحداثية وإسهاماتها في صنع الهوية في السودان. وسيحتوي الكتاب أيضاً على إعادة نشر لمجموعة من الوثائق والمواد الأرشيفية الهامة ذات الصلة بتلك الحركات، بما في ذلك المقالات التأسيسية والبيانات والقصائد وغيرها من إنتاج حقبة الستينيات والسبعينيات.

ومن بين المشاركين، منصور خالد، وكمالا إبراهيم إسحاق، ومحمد المكي إبراهيم، وعبد الله علي إبراهيم، وإبراهيم محمد زين، والنور حمد، وإبراهيم الصلحي، وإيمان عباس النور، وعبد الله جلاب، وأحمد إبراهيم أبوشوك، وستيلا قايتانو، وسليمان محمد إبراهيم، وكمال الجيزولي، وتعبان لو ليو، وناهد محمد حسن، ونور الدين ساتي.