نظرة عامة
في توليفة فنية غنية تقدم مؤسسة الشارقة للفنون ثلاثة معارض فردية بتقييم من سمو الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة لكل من الفنان التشكيلي الإماراتي عبدالله السعدي والفنان السعودي أحمد ماطر والفنان الداغستاني الراحل إدوارد بوتربروت، حيث سيكون الافتتاح في المباني الفنية للمؤسسة مساء يوم السبت الموافق 22 فبراير وتستمر المعارض الثلاث لغاية 22 مايو.
ومع اختلاف طبيعة الأعمال المقدمة والتي تتضمن الرسومات والتصوير وأعمال الفيديو والأعمال التركيبية، ومع أن هذه الأعمال تنبع من مرجعيات مختلفة إلا أنها تقدم حواراً منسجماً وهي تحاكي دواخلنا وهمومنا وقضايانا الإنسانية البحتة.
الطوبي
تتراوح أعمال عبدالله السعدي بين الرسم والتصوير والدفاتر الفنيّة، إلى التجميع والتصنيف المنظّم لأشياء يتم العثور عليها. تغذّي علاقته مع الطبيعة والحياة الريفيّة ممارسته الفنيّة والتي تستكشف البيئة المتغيّرة والتاريخ الشخصي والثقافي.
ويحمل هذا المعرض عنوان "الطوبي"، وهو مصطلح محلي يدل على أداة الخبز، يرى عبدالله السعدي بأنه رابط مشترك يجمع الشعوب وذو علاقة مباشرة برحلته الأخيرة التي قام بها، وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بوالدته التي لها نصيب كبير في هذا المعرض من خلال عمل "رسائل أمي" الذي ابتدأه السعدي عام 1998 من خلال جمع الرسائل الرمزية (حجر، قطعة خشب..) التي تتركها له والدته عند باب مرسمه أو بيته عندما تأتي لزيارته ولا تجده. انتهى العمل عام 2013 بوفاة والدة الفنان، وانتهى معه كتاب "رسائل أمي" الذي يضم يوميات ورسومات لهذه الرسائل، ودراسة للقطع وتصنيفها، وفقاً للحجم والعدد والنوع والتواريخ، مع استنتاجات شهرية للزيارات.
كما يضم المعرض قسماً للأعمال التي نتجت عن رحلة المقارنة والمقاربة الخارجية والداخلية التي قام بها الفنان في أمريكا اللاتينية والمناطق الحدودية في عمان والإمارات العربية المتحدة برفقة عشرة أحجار حُفر عليها أشكال حيوانات، وذلك على خطى رحلة قمرقند التي اصطحب فيها السعدي حماره قمرقند وكلبه والتي نتج عنها عمل قمرقند الذي شارك في بينالي الشارقة 2010، ويشارك به السعدي مرة أخرى في هذه المعرض. واستمراراً في سياق المقاربات والمقارنات نتجت مجموعة "البطيخ". أما مجموعة النعال الحجرية (الزنوبة) فهي ذات صلة عميقة هنا بالهوية والحياة، وتربتط بالأرض والجبل والمكان.
شارك السعدي في العديد من المعارض دولياً و إقليمياً منها: تعابير إماراتية، و بينالي الشارقة العاشر في عام 2011، وبينالي الشارقة الخامس في 2003، كما ضُمّت أعماله لمنصّة الإمارات العربيّة المتحدة في بينالي فينيسيا، وعُرضت أعمال له في معرض "لغات من الصحراء" متحف كونست بون (2005) وبينالي ساو باولو 26.
العثور على 100 قطعة
يشمل معرض "أحمد ماطر: العثور على 100 قطعة" صوراً فوتوغرافية وأشرطة فيديو، وقطع مختلفة، ومواد بحثية جمعها أحمد ماطر ليؤرخ ماضي مكة بالنسبة لهويتها الحالية. جمع ماطر خلال بحثه أرشيفاً غنياً بالمحادثات، والمراجع الشخصية والتسجيلات المستمرة للتطورات الحضرية وعمليات التوسع في مكة المكرمة، والتي يقدم بعضاً منها في هذا المعرض.
تعرض أعمال أحمد ماطر الحالية تاريخاً غير رسمي للحياة الاجتماعية والسياسية السعودية. كما تحمل عبء تمثيل الأحداث المؤلمة للأبعاد التاريخية الجماعية، ومساراً من الذكريات الفردية والأحلام الشخصية والجماعية. يعدَ هذا المشروع الذي يقدمه ماطر عملاً مستمراً سينتهي بانتهاء عمليات التوسع الشامل التي تجري في مكة.
كما عرضت أعمال الفنان أحمد ماطر على الصعيد الدولي في معارض منها على سبيل المثال متحف موري للفنون (طوكيو)، ومتحف نيلسون أتكينز للفنون (كانساس سيتي)، وبينالي الشارقة 11 (2013)، ومتحف ليدن الأثنولوجي، وفي "أشغال داخلية 6" في أشكال ألوان في بيروت، لبنان (2013)، و غاليريا كونتينوا لو مولان (باريس). دُعي للمشاركة في عدد من جلسات النقاش والحوارات في: متحف اللوفر (2010)، وأكاديمية الفنون في برلين (2010)، و"ذا أرموري شو" في نيويورك (2011)، وفن بازل ميامي (2012)، ومتحف ليدن في أمستردام (2013). توجد أعماله في مقتنيات المتحف البريطاني (لندن)، ومتحف فيكتوريا وألبرت (لندن)، ومتحف لوس أنجليس للفنون (لوس أنجليس، كاليفورنيا)، ومتحف الفن الإسلامي (الدوحة) ومركز بومبيدو ( باريس) .
بين مشرقي ومغربي
يقدم معرض "إدوارد بوتربروت: بين مشرقي ومغربي" مجموعة مختارة من أعمال الفنان الداغستاني الراحل إدوارد بوتربروت، والذي يتتبع رحلة الفنان وأعماله على مدى عقدين من الزمن. وبينما تقع الحكايات الداغستانية الشعبية والثقافية في محور أعمال بوتربروت، كان يصور التوازن بين الشرق والغرب باستخدام مختلف الأساليب والتقنيات بما في ذلك المسرح والتصميم المسرحي، ليوصف الاختلافات بينهما. وقد خاض بوتربروت في كل شيء من الرسم إلى الكتابة والمسرح، لم يثنه الخوف عن الاستكشاف والتجريب.
تأثرت أعمال الفنان إدوارد بوتربروت إلى حد كبير بعوالم وطنه داغستان ومايكتنزه من قصص خيالية وأساطير وتقاليد وأبعاد ثقافية وتصل الأعمال إلى حوالي 60 لوحة رسمت بمواد مختلفة.
شغل إدوارد منصب رئيس المصممين في مسرح القوموق الحكومي للموسيقى والدراما باسم أ.ب. صلاواتوفا، وفي مسرح ولاية داغستان الروسية للدراما باسم مكسيم غوركي لقرابة عقدين من الزمن. وعلى الرغم من أنه طور أسلوبه الفني الشخصي عبر ترجمة رموز الطقوس القديمة إلى الفن المعاصر، إلا أنه توجه بأعماله إلى مشاهديه أيضاً. حيث أراد أن تكون أعماله عبارة عن "مخدر" لهم، تلامسهم على الصعيد الفطري والشخصي. عرضت أعمال بوتربروت بشكل واسع في الكثير من المراكز والمؤسسات منها: فيرست غاليري، محج قلعة، داغستان )2010(، البيت المركزي للفنانين، موسكو، روسيا (2000 (، المعرض العالمي للديكور/ التصميم المسرحي في كوادرينالي 83، براغ، جمهورية التشيك (1984)، البيت المركزي للممثلين، موسكو (1982)، مركز مانيج للمعارض، موسكو (1978). توجد أعماله في مقتنيات المتحف المسرحي المركزي أ. باخروشن، موسكو، صالة تريتيكوف الفنية، موسكو، متحف داغستان للفنون الجميلة، محج قلعة، كما توجد أعماله في مقتنيات خاصة في أستراليا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وروسيا، والولايات المتحدة الأميركية.
وجدة
كما يتبع افتتاح المعارض عرضاً سينمائياً للفيلم "وجدة" من إخراج هيفاء المنصوري، في سينما سراب المدينة، وتدور أحداث الفيلم حول فتاة اسمها وجدة، تنتمي لعائلة من الطبقة المتوسطة. تحلم وجدة دائماً بامتلاك دراجة خضراء معروضة في أحد متاجر الألعاب، على الرغم من أن ركوب الدراجات محظور على الفتيات، كي تتسابق مع ابن جيرانها الطفل في شوارع "الحارة"، إلا أنها تخطط لتوفير مبلغ من المال يكفي لشراء تلك الدراجة، وذلك عبر بيع بعض الأغراض الخاصة بها. يأتي هذا العرض في إطار برنامج الأفلام المستمر الذي تقدمه مؤسسة الشارقة للفنون.
حول مؤسسة الشارقة للفنون
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. ومنذ عام ٢٠٠٩، تشكّلت المؤسسة على تاريخ التعاون والتبادل الثقافي الذي تزامن مع بينالي الشارقة منذ انطلاقته عام ١٩٩٣. وتسعى مؤسسة الشارقة للفنون، من خلال العمل مع شركاء محليين ودوليين، إلى خلق فرص للفنانين وتفعيل الإنتاج الفني، من خلال المبادرات والبرامج الأساسية للمؤسسة التي تشمل بينالي الشارقة، لقاء مارس، برنامج الفنان المقيم، برنامج الإنتاج، المعارض، البحوث، الإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة، على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.
مؤسسة الشارقة للفنون
نور الرفاعي
113 5444 9716+
Noor@sharjahart.org