يشارك في هذه النسخة أربعة فنانين ومجموعة فنية واحدة، تتحدى أعمالهم المفاهيم المكرسة في ممارسات التصوير الفوتوغرافي، وتُعرض عبر نموذجين: العروض التقديمية المستقلة لاشتغالاتهم الفردية، وفضاء سردي موحد يجمع ممارساتهم المشتركة، كما يصاحب المعرض برنامجٌ إرشاديٌ احترافي يجمع الفنانين مع ممارسين ثقافيين أو متخصصين في صناعة الصورة بناء على اختياراتهم.

وعلى الرغم من أن كلاً من الفنانين يقدم مقاربته الخاصة، إلا أنهم يشتركون في اتجاهات متداخلة وهي: النزوع إلى التقنيات المعاصرة في صناعة الصور، وإعادة صياغة الصور التي جمعوها أو ورثوها والتفاعل مع الآثار البصرية للموروثات الاستعمارية، حيث تستخدم أميمة أبراغ (مواليد 1999، الدار البيضاء) تقنيات الكولاج والتلاعب الرقمي لإعادة تأسيس أرشيف المغرب الاستعماري المشظى، مضيئة على قابلية وجود أخطاء متوارثة فيه، فيما تظهر ياشنا كاول (مواليد 1995، مومباي) الأسرار الكامنة في ألبوم صور عائلتها، كاشفة عن كيف يمكن لتأطير اللحظة أن يشكل تواريخ شخصية وذاكرة جماعية.

ومن خلال سرد القصص العاطفية، يوثق محمد مهدي (مواليد 1996، الجيزة) تهجير مجتمع الصيد في حي «المكس» بالإسكندرية، ويلتقط تأثير سياسات إعادة التنمية الحضرية على أجيال عديدة، فيما يعيد كل من نانا أوفوسو أدجي (مواليد 1993، أكرا) وكاريج دزيدولا كبودو (مواليد 1999، كوماسي) ومانويلا نيبولوني (مواليد 1986، ميلانو) صياغة صور البطاقات البريدية الشهيرة لبريد غانا ما بعد الاستقلال ضمن المشهد الحضري المعاصر للبلاد. وتقارن كليا ريخو (مواليد 1988، باريس) سلسلة من البورتريهات العائلية الحميمة ذات الإضاءة الخفيفة مع سرديات العنف المتناقلة بين الأجيال، مشيرة بذلك إلى تعقيد العلاقات الإنسانية.

"الشارقة، وجهة نظر" معرض سنوي يدعم المصورين الفوتوغرافيين في إفريقيا وآسيا في بداية مسيرتهم المهنية، ممن ولدوا، ويقيمون حالياً في إحداهما، أو هم جزء من شتات هاتين القارتين.

مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.