نظرة عامة

شكّلت الأرض والبيئة موضوعات مركزية بشكل دائم في ممارسة الفنانة أوتوبونغ نكانغا، والتي تشمل الرسم، والمنسوجات الجدارية، والفوتوغراف، والأعمال التركيبية، والفيديو، والأداء. وتتحرى نكانغا في أعمالها دائماً ندرة الموارد الطبيعية وعلاقتها بكيفية استخدامها فيما يتعلق بجسد الإنسان.

"الشيخوخة تدمّر الحلم فقط لتستعيد إزميل الماضي الصلب" (2019)، الذي كُّلفت الفنانة بإنجازه في بينالي الشارقة 14 (2019)، عمل تركيبي دائم في فناء بيت العبودي التراثي التابع للمؤسسة. تظهر نكانغا في المشروع، من خلال الأرض، والجسد البشري (والحيواني)، والعضوي وغير العضوي، المتحرك وغير المتحرك، المرئي وغير المرئي، بيئة عاطفية للازدهار والاكتئاب، والبدايات المليئة بالأمل، والفناء النهائي، إمكانية ولادة جديدة.

ساهم الفنان إيميكا أوغبوه أيضاً في إنشاء هذا العمل التركيبي، حيث يعمل على تنشيط حديقة الفناء المهملة من خلال عناصر مصممة لإضفاء الحيوية على النباتات وغيرها من الخصائص البيئية. يروي العمل التركيبي الصوتي متعدد القنوات حكاية مليئة بالأصوات الطبيعية التي تنسجم مع النطاق الصوتي المتعدد الخاص بنكانغا، ما يؤدي إلى إنشاء قصص وإثارة قلق وحيرة المشاهد. تؤدي نكانغا أدوار العديد من الشخصيات، إذ تقرأ الشعر في لحظة، ثم تنتقل إلى أغنية مفعمة بالحيوية في لحظة أخرى، وتوظّف صوتها الخاص في تدرّج مهيب بأسلوب مشابهة لتلاوة الإنجيل. يمتزج صوتها مع موسيقى تصويرية بديعة لطلاب الشارقة وهم يغنون أغنية المطر الإماراتية الشعبية.

يتفاعل العمل مع الطقس والضوء ويستجيب لهما. تمتلئ العديد من الفوهات البركانية الدائرية التي تحيط بها تلال رملية بمياه البحر، ثم تتبخر الصبغة الطبيعية وتمتلئ مجدداً بمرور الوقت. تصطف مجموعة من الصناديق الضوئية على جدران الفناء، مكتوب عليها سطور من أشعار نكانغا، لتحاكي الظلال اللونية لغروب الشمس، وتنبض بالحياة مع الغروب أيضاً. بشكل عام، يقدم العمل التركيبي الصوت كتجربة مجسدة يمكن أن تعكس العلاقة الحميمة بين المناظر الطبيعية والروح البشرية.

فاز "الشيخوخة تدمّر الحلم فقط لتستعيد إزميل الماضي الصلب"، بجائزة بينالي الشارقة 14، وهو جزء من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون، وثاني عمل تركيبي دائم محدد الموقع في المؤسسة.