كل شيء ولا شيء وأعمال أخرى

نظرة عامة

في الجزء الأول من "كل شيء ولاشيء وأعمال أخرى" غير المعنون تكون أفلام سلوم محادثة حميمة مع سهى بشارة الأسيرة السابقة والمقاتلة اللبنانية والمناضلة الوطنية في مقر إقامتها بباريس بعد سنة واحدة من الإفراج عنها من معتقل الخيام (مركز التعذيب والاستجواب في جنوب لبنان).

بشارة التي تعرضت صورتها بشدة واستثيرت من قبل وسائل الإعلام، تتحدث برقة أمام الكاميرا التي كانت تقترب من وجهها تارة وتبتعد تارة أخرى مقتنصة بذلك التغيرات الدقيقة في تعابيرها. إنها لم تكن تسرد مبادئ المقاومة أو الظلم التي عانت منه ورفاقها، بل كانت تتحدث من منطلق شخصي عن تجاربها، الوشائج التي كونتها، والمشاعر والنظرة التي زرعتها في عالم الاعتقال الغريب.

يتجنب سلوم طرح الأسئلة على بشارة حول التعذيب والسياسة. طلب منها أن تصوغ ذكرياتها على سبيل المثال من الأشياء التافهة والعادية التي أصبحت قيّمة لدى الأسرى:

منحوتات من الصابون، قطع شطرنج من بذور الزيتون، وردة وجدت طريقها إلى زنزانتها. "وعلى الرغم من ذلك"، كما تقول بحزن، ‘وردة الروز تبقى وردة روز’.

هذا الفيديو يدعو إلى إعادة تقييم مفاهيم المقاومة والنجاح والإرادة والانفصال والبعد والقرب. إنه يصور مناضلة لا تتحدث عن التعذيب بل عن المسافة بين المادة والخسارة بين ما خلفته وراءها وبين ما تبقى.